توافد كبار الديبلوماسيين من فرنسا وألمانيا وبريطانيا على اسرائيل قبيل زيارة وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس الى المنطقة وسط مساع ديبلوماسية الى وقف النار في لبنان. ويسعى الاوروبيون الى دفع الدولة العبرية الى انهاء عملياتها العسكرية الواسعة في لبنان، والتي أسفرت حتى الآن عن مقتل اكثر من 350 شخصاً معظمهم من المدنيين وتدمير البنى التحتية الاساسية في لبنان. وصرح وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي في كلمة امام بلدية حيفا التي تعرضت لقصف صاروخي بأنه"على قناعة بأن وقفاً لاطلاق النار ممكن"في لبنان. وأضاف أن"رسالتي واحدة في القدسوبيروت وهي التوصل في اسرع وقت الى وقف لاطلاق النار يلبي التطلعات المشروعة لاسرائيل في الأمن، ويحمي بقاء الدولة اللبنانية لأن بقاء الدولة اللبنانية من مصلحة اسرائيل". والتقى الوزير الفرنسي رئيس الوزراء الاسرائيلي إيهود أولمرت ووزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني والرئيس الفلسطيني محمود عباس. كما التقى أولمرت أيضاً وزير الخارجية الالماني فرانك - فالتر شتاينماير الذي صرح أول من أمس:"نبذل كل الجهود لايجاد الظروف المناسبة التي تسمح بوقف لاطلاق النار من خلال اطار سياسي يهدف الى التوصل الى استقرار دائم في المنطقة". ومن المرجح أن يحض وزير الدولة للشؤون الخارجية البريطاني كيم هاولز اثناء لقائه المقرر مع ليفني في وقت لاحق، اسرائيل على تخفيف عملياتها العسكرية الواسعة التي أسفرت عن مقتل المدنيين وتشريد أكثر من نصف مليون شخص، وتسببت في دمار شامل للبنية التحتية في لبنان. وانتقد هاولز اسرائيل لقتلها"المدنيين وتدمير البنى التحتية"في لبنان، وصرح أمام الصحافيين في بيروت بأن"هذه ليست ضربات دقيقة التصويب، من الصعوبة في مكان فهم نوع التكتيك العسكري المستخدم، إذا كانوا يطاردون حزب الله فيجب استهدافه، وليس كل الشعب اللبناني". وعلى رغم أن بريطانيا اصطفت الى جانب الولاياتالمتحدة في موقفها من الحرب في لبنان، الا أن هاولز وجه انتقاداً للسياسة الأميركية، وقال:"آمل في أن يفهم الاميركيون ما يحدث في لبنان من دمار للبنية التحتية، وقتل عدد كبير من الاطفال والاشخاص". ومن غير المرجح ان تحقق الجهود الاوروبية اي نجاح اذا لم تغير الولاياتالمتحدة، الحليف القوي لاسرائيل، موقفها وتضغط من اجل وقف اطلاق النار. ومن المقرر أن تصل رايس الى اسرائيل اليوم الاثنين للقاء اولمرت والرئيس الفلسطيني محمود عباس. وفي كوالالمبور، دعا رئيس الوزراء الماليزي عبدالله احمد بدوي الذي تترأس بلاده حالياً"منظمة المؤتمر الاسلامي"الى وقف للنار في لبنان والافراج عن الجنديين الاسرائيليين اللذين أسرهما"حزب الله". وقال رئيس الوزراء كما نقلت عنه وكالة الانباء الماليزية الرسمية إن ارساء هدنة فورية هو"الامر الاكثر اهمية، فمن دونها لن تتمكن الاممالمتحدة من القيام بشيء وسيتدهور الوضع في لبنان والشرق الاوسط". واضاف ان"وقف اطلاق النار والافراج عن الجنديين الاسرائيليين خطوتان يجب القيام بهما فوراً وفي شكل متزامن"، لافتاً الى انه"من دون وقف للنار، فان حزب الله لن يفرج عن الجنديين". الى ذلك، جدد البابا بنديكتوس السادس عشر اليوم خلال صلاة الاحد دعوته الى وقف اطلاق النار في لبنان وبدء المفاوضات"بمساعدة الاسرة الدولية". واراد البابا الذي دعا"كل المؤمنين"الى تخصيص الاحد للصلاة من اجل حل الازمة في الشرق الاوسط،"التأكيد بقوة دعوة اطراف النزاع الى وقف اطلاق النار فوراً، والسماح بارسال المساعدات الانسانية، والسعي بمساعدة الاسرة الدولية الى فتح باب المفاوضات". وفي أثينا، اعتبرت وزيرة الخارجية اليونانية دورا باكويانيس أن الازمة الراهنة في الشرق الاوسط تشكل"قمة العبثية"، مجددة دعوتها الى"وقف فوري للنار". وقالت الوزيرة اليونانية في تصريح الى صحيفة"ايليفتيروتيبيا"إن"التعصب والكراهية يغذيان التوتر ويؤديان الى التصعيد ويسفران عن مأزق". في عمان، افاد بيان صادر عن السفارة البريطانية أن وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الاوسط كيم هاولز سيصل الى عمان اليوم الاثنين في زيارة قصيرة في اطار جولة"للتشاور مع حكومات المنطقة". وتابع البيان ان"هاولز سيصل الى عمان صباحاً في زيارة قصيرة للاردن ضمن جولة في الشرق الاوسط بهدف التشاور مع حكومات المنطقة". واضاف ان"هاولز سيلتقي وزير الخارجية الاردني عبد الاله الخطيب ورئيس الوزراء معروف البخيت قبل ان يغادر بعد الظهر عائدا الى لندن". وكانت الخارجية البريطانية اعلنت اول من امس أن هاولز غادر لندن للقيام بجولة في الشرق الأوسط تقوده الى لبنان واسرائيل والاراضي الفلسطينية والاردن.