سجلت امس ظاهرة استثنائية في افغانستان بتنفيذ طاجيكي هجوماً انتحارياً استهدف قافلة اميركية قرب قاعدة باغرام شمال كابول، بعد انضمامه الى حركة"طالبان"التي اقتصرت عضويتها على العرق البشتوني منذ سقوط نظامها بعد الغزو الأميركي نهاية عام 2001. راجع ص8 وعلى رغم ان الهدف المعلن للانتحاري الطاجيكي هو الانتقام لمقتل شقيقيه اللذين دهست دبابة اميركية سيارتهما في كابول أواخر ايار مايو الماضي، فإن الحادث عزز المخاوف الغربية من تحالف طاجيكي ?"طالباني"يقوض نفوذ الرئيس حميد كارزاي. ولمحت صحيفة"واشنطن بوست"امس، الى ان فشل الرئيس الأفغاني في اتخاذ قرارات حاسمة"يهدد بسقوط شامل"لنظامه. وشن الانتحاري الذي عرّفته"طالبان"بأنه عبدالله نجرابي من منطقة نجراب قرب كابول، الهجوم لدى مرور قافلة عسكرية اميركية في سوق محلي مجاور لقاعدة بغرام الجوية، المقر الرئيسي للقوات الأميركية شمال العاصمة. لكن الانتحاري الذي كان يستقل سيارة مفخخة، فشل في استهداف القافلة في شكل مباشر، وألحق أضراراً مادية بآلية، فيما جرح طفلان صادف وجودهما في السوق. وفي ولاية كونار شرق، قتل جندي من قوات التحالف، متأثراً بجروح اصيب بها في اشتباك مع متشددين إسلاميين الأحد، في إطار"عملية أسد الجبل"التي نفذتها القوات الغربية في نيسان ابريل الماضي، لتقويض نفوذ"طالبان"في الولاياتالجنوبية المضطربة. وفي باكستان، سقط اتفاق الهدنة مع الجيش الذي أعلنه قادة القبائل الموالية ل"طالبان"لمدة شهر، وذلك بعد 24 ساعة على إعلانه، إثر مقتل سبعة جنود على الأقل وجرح خمسة آخرين بهجوم انتحاري استهدف نقطة تفتيش في إقليم شمال وزيرستان القبلي المحاذي للحدود مع افغانستان. واستهدفت الهدنة السماح بعقد المجلس القبلي جركا لدرس إمكان انهاء النزاع بين القوات النظامية والقبائل الموالية ل"طالبان"، والناجم عن وجود كبير للجيش في المنطقة القبلية التي يفترض ان تتمتع بصلاحيات الحكم الذاتي، إضافة الى الانتشار الواسع لنقاط التفتيش العسكرية هناك. وقتلت قوات الأمن اكثر من 300 من المتشددين، بينهم 75 اجنبياً في اقليم شمال وزيرستان منذ نهاية العام الماضي، بعدما حوّل الجيش عملياته إليه من جنوب وزيرستان.