أدخل مدرب اسبانيا العجوز لويس اراغونيس بعض السرور إلى نفوس أنصار"الأخضر"، عندما أكد أن المنتخب الاسباني سيخوض لقاءه المرتقب أمام المنتخب السعودي بتشكيل جديد، لم يسبق له أن لعب أمام أوكرانياوتونس. هذا التصريح لا يمكن عده ضمن دائرة الحرب النفسية التي يستخدمها المدربون قبل خوضهم النزالات، ولا يمكن النظر إليه على أنه تمويه من المدرب، لكنها الحقيقة، فالإسبان ضمنوا التأهل وبجدارة، وخطفوا بطاقة التأهل عن المجموعة الثامنة، في ضوء هذه المعطيات، من حق المدرب ألا يجهد لاعبيه الأساسيين، وبالتالي فهو يمنح الفرصة للاعبين البدلاء للوقوف على مدى جاهزيتهم، والاستفادة من قدراتهم في حال إيقاف بعض النجوم، أو إصابة لاعب أساسي. لكن بالنظر إلى مجموعة اللاعبين البدلاء الذين سيشركهم اراغونيس، نجد أن أفضل هدافي المنتخب الإسباني طوال تاريخه راؤول غونزاليس سيكون على رأس القائمة أمام السعودية، ومهاجم ريال مدريد لديه الكثير من الأهداف التي يريد تحقيقها، فهو في خصام خفي مع مدربه، ويريد أن يثبت أنه على حق عندما طلب من اراغونيس إشراكه أساسياً، وهو يحظى بدعم منقطع النظير، خصوصاً من الصحف المحسوبة على فريق العاصمة ريال مدريد. ومن أبرز اللاعبين الذين سيحظون باللعب منذ البداية، لاعب الوسط فابريغاس، وهو الكشف الجديد لمدرب أرسنال الانكليزي، ونجح في تثبيت أقدامه وسط كوكبة النادي اللندني، وفابريغاس نجح بعد نزوله أمام تونس في قلب الطاولة، ومرر كرة الهدف الثاني الذي سجله توريس، وأسهم لاعب الوسط في تنظيم الصفوف الاسبانية. اللاعب الثالث الذي ينتظر أن يجد له مكاناً في خريطة"راقصي الفلامنكو"، جناح ريال بيتيس خواكيم، المميز جداً في انطلاقاته من الناحية اليمنى، وسيجد ظهير المنتخب السعودي الأيسر صعوبة في الحد من انطلاقات أفضل جناح في"الليغا"، ورابعهم حارس فالنسيا سنتياغو كانزارس، وهو حارس يملك تجربة ميدانية طويلة، وسبق له اللعب أمام ياسر القحطاني في اعتزال يوسف الثنيان، ونجح ياسر يومها في هز شباكه. كما ستتاح الفرصة للمدافع الأيمن لريال مدريد سلغادو، ولاعب الوسط في برشلونة اندرياس انيستا. والمطلوب من السعوديين ألا يركنوا إلى تصريح مدرب اسبانيا، فعلى رغم أنه صادق في قوله، لكن نجوم الصف الثاني يفوقون قدرات لاعبي"الأخضر"الأساسيين بمراحل. ومضات أخيرة توقع الجميع أن تظهر مباراة هولندا والأرجنتين بمظهر باهت، لكون الفريقين ضمنا التأهل إلى دور ال16، لكن ما شاهدناه عكس معنى الاحتراف الحقيقي لدى لاعبي المنتخبين، حتى وإن لعبا بالصف الثاني، العمل المتواصل داخل الملعب، والحرص على الفوز، جعلا مباراة الفريقين ترقى لمباريات"المونديال"، وان انتهت بالتعادل السلبي.