من كرة السلة الى السياسة ... في أكثر البلدان تطوراً . عرب اميركا ناجحون في كل الميادين

عرفت الولايات المتحدة موجات من هجرة العرب إليها منذ العام 1880، وكانوا وفق إحصاءات المنظمات العربية الأميركية"قادة"في حقول اجتماعية وعلمية متخصصة تحسب لهم إنجازات في مجالات تعليمية واقتصادية على امتداد اوجه الحياة الأميركية.
ويسجل الوجود العربي في أميركا نسبة بارزة للمهاجرين من لبنان.
ويبلغ العدد التقريبي للمهاجرين العرب نحو ثلاثة ملايين موزعين على الولايات الخمسين في أميركا. وتعتبر ولايات لوس انجليس وديترويت ونيويورك وشيكاغو وواشنطن العاصمة المناطق الخمسة الرئيسة التي تضم 94 في المئة من الوجود العربي في أميركا.
ويسجل المهاجرون العرب نسبة عالية في التعليم. فحوالي 85 في المئة منهم انهوا الثانوية العامة، ويحمل اربعة من كل عشرة عرب في أميركا إجازة اي نحو 40 في المئة منهم. كما أنّ 17 في المئة من العرب الأميركيين مسجّلون في الشهادات العليا، في حين أنّ نسبة الأميركيين المسجّلين في الدراسات العليا لا تبلغ سوى 9 في المئة من السكان.
ويشكل عدد العاملين من المجتمع العربي نحو 64 في المئة منهم ومعظمهم 88 في المئة يعملون في القطاع الخاص و12 في المئة يعملون في المؤسسات الحكومية. ويبلغ معدل الدخل السنوي للعربي في أميركا حوالي 47 الف دولار، فيما يسجل ثلاثون في المئة منهم دخلاً سنوياً يزيد على 75 الف دولار بينما يحصل على دخل مماثل حوالى 22 في المئة من الأميركيين.
وفي شكل عام، فان نسبة الدخل السنوي للعربي الأميركي تزيد 8 في المئة على معدل الدخل السنوي للفرد في اميركا والبالغ 56 الف دولار.
يسجل باحثون وكتاب أميركيون عرب عشرات بل مئات القصص التي تتعلق بنجاح أبناء جالياتهم الذين اقتحموا السياسة الى تصميم الأزياء وصولاً إلى الطب والهندسة وعالم الأعمال والفنون والترفيه.
وفي الحقل السياسي، ثمة أميركيون عرب في الكونغرس، منهم نك جو رحال ولاية وست فيرجينيا، راي لحود ولاية الينوي، تشارلز بستاني ولاية لويزيانا، داريل عيسى كاليفورنيا، جون سنونو نيوهامشاير وجون بالداشي حاكم ولاية مين حالياً، وجون ميتشيل جونيور حاكم ولاية انديانا، وزير الطاقة سبنسر ابراهام ووزيرة الصحة والخدمات الإنسانية دونا شلالا. وشغل عرب مناصب ديبلوماسية، منهم ادوارد جبريل وتوماس ناصيف منصب سفير أميركا في المغرب، تيودور قطوف في دمشق والسفيرة مارسيل وهبة لدى الإمارات العربية المتحدة.
وفي الرياضة، يسجل الأميركيون العرب نجاحات مهمة في مختلف الألعاب، وإذا كانت كرة السلة هي الرياضة الشعبية الأكبر في أميركا، فان جورج معلوف كان صاحب نادي"هيوستن روكتس"الشهير واليوم يتولى ولداه جو وغافين معلوف إدارة نادي"ساكرمنتو كينجز". وفي كرة السلة، برز لاعبان جو لحود وسام خليفة، وفي سباق السيارات أيضاً بوبي رحال وفي رفع الاثقال زهير ستيف منصور، إضافة الى بطل اميركا في الشطرنج ياسر سيروان وبطلة الشطرنج العالمية جنيفر شحادة.
ومن الشخصيات الناشطة في الحياة الاميركية زعيم حزب الخضر والمرشح الرئاسي رالف نادر. وفي العام 1960 كان رالف جونز ناشطاً بارزاً في حركة الحقوق المدنية.
عالم الأعمال
أما في مجالات العمل التجاري والاقتصادي عامة، فنجد قصص نجاح لا تنتهي سجلها ويسجلها الأميركيون العرب ومنهم: راي عيراني صاحب الكارتيل الكيماوي الشهير"اوكستندال"ونجيب حلبي الذي ترأس الخطوط الجوية"بان اميركان"وابنته ليزا التي اصبحت الملكة نور زوجة العاهل الاردني الراحل الملك الحسين بن طلال.
واذا كانت"باربي"الدمية الاكثر شهرة في العالم، فان المدير التنفيذي للشركة المنتجة لها هو اميركي عربي يدعى نيد منصور.
وكان المهاجر السوري ارنست حموي أول من صنع مخروط آيس كريم في العام 1904. كما نجد جون ماك مديراً ناجحاً لأكبر الشركات المصرفية والمالية"مورغان ستانلي". وفي الحقل المالي والاستثماري، نجد اسماء ناجحة من الاميركيين العرب مثل يوسف نصر وويليام حنا مؤسس مصرف"سيدار". وفي عالم صناعة معدات الشعر والتجميل نجد فاروق شامي، وروجر فلاح مدير شركة"رالف لورين"التي تنتج معدات التجميل والعطور الشهيرة ومن بينها"بولو". بينما في تكساس ثمة البليونير المصري الأصل فايز ساروفيم الذي كان اسس متحف هيوستن للفن الحديث بقيمة 300 مليون دولار.
ونجح الأخوان وليد ومالك علي في تأسيس اكبر شركة على امتداد العالم لتوزيع افلام الفيديو الوثائقية.
وفي مجالات العمل القانوني، هناك اشهر محام في اميركا لجهة القضايا المالية الضخمة، جوزيف جميل، والمحامي ادوارد مصري الذي ربح دعوى تتعلق بتلويث شركات نفطية وكيماوية للمياه في كاليفورنيا، وبلغت قيمة التعويض في الدعوى 333 مليون دولار وكانت مادة فيلم سينمائي"آرين بروكوفيتش"الذي لعبت بطولته النجمة جوليا روبرتس.
وفي عالم الترفيه والموسيقى والسينما، نجد نجاحات أميركيين عرب كثيرين منهم: المغني والملحن بول انكا، والاسم الاسطوري في عالم الروك فرانك زابا، المغنية ومصممة الرقصات المعروفة بولا عبدول، المغنية تيفاني والمغنية الكولومبية اللبنانية الأصل والتي تحقق نجاحات كبيرة في اميركا شاكيرا.
وفي الأعمال التلفزيونية، ثمة الممثل اسعد قلادة الذي شارك في أعمال ناجحة كثيرة منها"الكل يحبون رايموند"، بينما كان الممثل جيمي فار نجماً لاكثر من عشر سنوات في المسلسل الشهير"ماش". وكان المخرج توني توماس اميركياً عربياً ناجحاً آخر برع في افلام ومسلسلات كثيرة منها"الفتيات الذهبيات". أما شقيقته مارلو توماس فكانت لعبت ادواراً بارزة في اعمال تلفزيونية منها المسلسل الشهير"اصدقاء".
وفي الحقول الاكاديمية، برز البروفسور الراحل ادوارد سعيد استاذ الادب وعلم الاجتماع في جامعة كولومبيا والأديب سام معلوف.