يفتتح في ميونيخ اليوم، مؤتمر حول الأمن يستمر يومين، يتوقع أن يتناول مستقبل الحلف الأطلسي والملف النووي الإيراني والإرهاب، كما يشهد مساهمة يتوقع أن تكون لافتة للمستشارة الالمانية أنغيلا مركل حول مسائل الدفاع. ويحضر إلى ميونيخ لهذه المناسبة وفد إيراني برئاسة كبير المفاوضين في الملف النووي جواد وعيدي كما سيكون وزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيلد أبرز ضيوف المؤتمر، إلى جانب نظرائه الروسي سيرغي إيفانوف والبريطاني جون ريد والفرنسية ميشال إليو ماري. وأوضح منظمو المؤتمر المعقود رسمياً حول موضوع"أوروبا والولايات المتحدة: ترميم الشراكة الأطلسية"، أن رامسفيلد، سيتناول في مداخلة السبت، أحد مواضيعه المفضلة وهو"الحرب على الإرهاب". وستكون الأزمة الإيرانية في صلب اهتمامات المؤتمر. وينتظر حضور 300 مندوب عن 50 دولة بينهم 40 وزيراً إلى فندق"بايريشر هوف"الفخم، للمشاركة في هذا اللقاء السنوي لكبار مسؤولي الدفاع في العالم الذي يعقد هذه السنة للمرة الثانية والأربعين ويتولى تنظيمه هورست تلتشيك رئيس شركة"بوينغ ألمانيا"الذي عمل مساعداً للمستشار الألماني السابق هلموت كول. وستعرض مركل المدعوة إلى افتتاح المؤتمر، رؤيتها للحلف الأطلسي في كلمة تلقيها صباح السبت. ومن المنتظر أن تنصت واشنطن وباريس باهتمام بالغ الى هذه المداخلة، في ضوء التباعد في المقاربة بينهما وبين ألمانيا على هذا الصعيد. وكانت مركل رسمت منذ وصولها إلى السلطة في نهاية تشرين الثاني نوفمبر الماضي، خطوط السياسة الخارجية الألمانية، وحددت لها ركيزتين هما تأكيد الهوية الأوروبية والشراكة الأطلسية، غير أنها قلما تطرقت إلى الدفاع، وأعلن الناطقون باسمها أن خطابها بهذا الصدد سيكون"مؤسساً". ومن بين اللقاءات الثنائية الجانبية التي ستعقد على هامش المؤتمر، من المقرر أن تلتقي المستشارة كلاً من رامسفيلد ورئيس جورجيا ميخائيل ساكاشفيلي الذي خاض أخيراً صراعاً عنيفاً مع الكرملين بشأن إمداد بلاده بالغاز. وثمة رؤيتان متناقضتان تتواجهان بشأن إصلاح الحلف الاطلسي الذي سيكون محور قمة ريغا لاتفيا في تشرين الثاني نوفمبر المقبل. وتنص الرؤية الاميركية على وجوب أن يتحول الحلف الى منظمة دولية متعددة الأدوار تتراوح مهماتها ما بين تقديم المساعدة والاغاثة بعد الزلازل مثلما حصل في باكستان ومكافحة الإرهاب. وتم استطلاع بلدان مثل أستراليا واليابان بشأن إمكان مساهمتها في عمل الحلف الاطلسي. أما النظرية الثانية فتعتبر أن هذه المقاربة باهظة الكلفة وتدعو إلى تعزيز الدفاع الأوروبي مشيرة إلى أن الاتحاد الأوروبي أكثر قدرة على التدخل. وأوضحت أوساط إليو ماري أن"في مواجهة الرهانات الكبرى، يتحتم على القطبين الأميركي والأوروبي العمل معاً. لكن الحلف الأطلسي يجب ألا يصبح المنتدى الوحيد للتشاور الاستراتيجي"، معتبرة"أنه مهم جداُ كحلف عسكري ويجب ان ينجح في أفغانستان وكوسوفو وإلا يشتت نفسه".