طلب اعضاء في حزب المحافظين البريطاني المعارض من رئيس مجلس العموم عقد جلسة خاصة للاستماع الى وزير الدفاع جون ريد ووزير شؤون المشتريات العسكرية لورد درايسون في شأن صفقة شراء ما يصل الى 150 مقاتلة قاذفة اميركية الصنع من نوع "اف - 35"جي اس اف التي تنتجها شركة"لوكهيد"الاميركية. وستكون هذه الطائرة، المعروفة باسم"مقاتلة العصر"، عماد السلاح الجوي الاميركي اعتباراً من نهاية العقد الجاري. وتصل قيمة الصفقة البريطانية الى 10 بلايين استرليني 16.5 بليون دولار في حين تصل الى نحو 265 بليون دولار كلفة تطوير الطائرة التي ابدت اهتماماً بشرائها ايطاليا وهولندا واستراليا والدنمارك والنروج وتركيا، الدولة الشرق اوسطية، اضافة الى الولاياتالمتحدةوبريطانيا. وتتمثل المشكلة بالموقف الاميركي الرافض اعطاء البريطانيين"حق معرفة"اسرار صنع اجزاء من الطائرة الحربية وابقاء تكنولوجيات"تعمية الرادارات المعادية"في يدي الشركة المصنعة تحسباً من وقوعها في ايدي اعداء الولاياتالمتحدة والشركات المنافسة. وكان لورد درايسون ابلغ لجنة القوات المسلحة في الكونغرس الاميركي انه"من دون تحويل التقنيات ستفقد بريطانيا جزءاً من سيادتها على السلاح الجوي وستظل تعتمد على شركات خاصة اميركية في دفاعاتها". ويحتج قادة سلاح الطيران الملكي على تأخير اقرار الصفقة عن الموعد الاصلي ما يُعرض القدرات الدفاعية البريطانية للخطر. وتحاول الحكومة العمالية ابعاد الصفقة عن المناقشات العامة في مجلس العموم كي لا تتحول الى ازمة ديبلوماسية مع حليفها الولاياتالمتحدة خصوصاً ان البلدين يتعاونان في اكثر من حرب حول العالم. وابلغ درايسون الصحافيين بعد اجتماع بأعضاء اللجنة الاميركية"ان موقفنا ثابت وقد نتخلى عن الصفقة كلياً اذا تشبث الاميركيون بموقفهم". ورفض مناقشة البديل للطائرات لكن يُعتقد ان بريطانيا قد تحدث اسراب طائرات تورنيدو لديها وتطيل عمرها او تلجأ الى شراء طائرات"رافال"الفرنسية الصنع بصفة موقتة. وكانت بريطانيا خصصت 1.2 بليون استرليني للابحاث والمشاركة مع الولاياتالمتحدة في ابحاث تطوير القاذفة المقاتلة التي كان يعتقد بأن اجيالها ستخدم السلاح الجوي البريطاني وسلاحي الجو والبحر في الولاياتالمتحدة حتى منتصف القرن الجاري. وابدت لندن غضبها من قرار الادارة الاميركية الغاء برنامج تطوير محرك جديد للطائرة بكلفة بليوني دولار كانت ستستفيد منه بالدرجة الاولى شركة"رولز رويس"البريطانية اضافة الى الفرع البريطاني من شركة"جنرال الكتريك". واتهم درايسون الحكومة الاميركية بالتفرد بالقرار وقال"ان الحكومة البريطانية لم تتم استشارتها في شأن الغاء برنامج المحركات". واشار الى"اننا لن نكون رهينة على الاطلاق في ايدي لوكهيد مارتن". واعلن وزير دفاع الظل في حزب المحافظين ليان فوكس تأييده موقف الوزير البريطاني من دون الغاء طلب مناقشة الصفقة والسياسة الدفاعية في مجلس العموم. يُشار الى ان سلاح الجو الاميركي يعتزم شراء ما يصل الى 1763 طائرة للعمليات، من اصل 2593 طائرة سيتم انتاجها للاسلحة الاميركية المختلفة البحرية ومشاة البحرية وسلاح الجو على ان يبدأ بتسلم النسخ الاولى اعتباراً من السنة 2009. وكانت صحيفة"دالاس مورننغ نيوز"ذكرت قبل يومين ان الطائرة ستُعرض للبيع في النصف الثاني من العقد المقبل على كل دولة تملك طائرات"فانتوم اف - 4"و"اف - 16"وغيرها من المقاتلات او القاذفات الاميركية الصنع المقدر عدد الطائرات العاملة فيها بنحو 4500. ونسبت الى رئيس اركان السلاح الجوي الاميركي الجنرال مايكل موسلي قوله"فور بدء تحليق الطائرة سنرى صفوفاً من الزبائن الذين يسعون وراء اقتنائها". ولا يزيد سعر الوحدة للسلاح الجوي على 45 مليون دولار ويرتفع سعر نسخة سلاح البحرية الى 60 مليوناً.