نظم حوالى الف اندونيسي امس"تظاهرة سلمية"احتجاجاً على الرسوم المسيئة للنبي محمد ص امام مبنى يضم سفارة الدنمارك بعد يومين من عودة السفير الدنماركي الى البلاد. وحمل متظاهرون لافتة كتب عليها"الدنمارك شر العالم". ولم تقع أعمال عنف خلال المسيرة، التي استمرت ساعة، وراقبها نحو 100 شرطي. وغادر السفير الدنماركي اندونيسيا في 11 شباط فبراير الجاري بسبب"تهديد خطير ملموس"ضد البعثة الدنماركية من قبل متشددين رداً على نشر الرسوم الكاريكاتورية في صحيفة دنماركية. وينتمي المحتجون الى جماعة مغمورة تمثل سكان اقليم بانتين المجاور. وتجمع المتظاهرون خارج بناية في جاكرتا تضم مقر السفارة الدنماركية الكائن في الطابق الخامس والعشرين. وكان متشددون اندونيسيون اقتحموا المبنى في وقت سابق من الشهر والقوا البيض والبندورة ومزقوا العلم الدنماركي. وقُتل 50 شخصاً على الاقل في احتجاجات بسبب الرسوم في جميع انحاء العالم. وتراجعت حدة الاحتجاجات في اندونيسيا في الايام الاخيرة ولم ترد تقارير عن حدوث اصابات خطيرة خلال مسيرات في أكبر دول العالم الاسلامي سكاناً. ولا تزال السفارة الدنماركية مغلقة وتولت سفارة هولندا في جاكرتا تصريف الاعمال القنصلية نيابة عن الدنمارك لحين اعادة فتح السفارة. وأنبت الحكومة الماليزية واحدة من الصحف الكبرى لنشرها رسماً يسخر من الجدل الذي ثار في كل أنحاء العالم. وزادت الخطوة التي اتخذتها الحكومة من الجدل الشديد في ماليزيا، التي تسكنها أغلبية مسلمة، حول الخط الفاصل بين حرية الصحافة وحرمة الدين لان هذه المرة المسألة متعلقة بصحيفة لها صلة وثيقة بالرأي العام للغالبية من المسلمين. ودافعت صحيفة"نيو ستريتس تايمز"، التي تصدر بالانكليزية، عن حقها هذا الاسبوع في نشر الرسم وهو عبارة عن فنان متجول يعرض على الزبائن"رسوماً للرسول وهم ينتظرون". لكن الحكومة، التي لها صوت مسموع في العالم الاسلامي، شعرت ان الصحيفة تخطت الحدود. وذكرت صحيفة"نيو ستريتس تايمز"في صدر صفحاتها امس ان وزارة الامن الداخلي أمهلتها ثلاثة أيام لشرح وجهة نظرها. وقالت"شددت الوزارة على ان الرسم مخالف للشروط الواردة في تصريح طبع الصحيفة وأن الرسم غير ملائم ومن الممكن أن يثير ردود فعل سلبية في البلاد خصوصاً بين المسلمين". وحظرت ماليزيا بزعامة رئيس الوزراء عبد الله أحمد بدوي نشر الرسوم المسيئة وكانت محور الثورة العارمة التي شهدها العالم الاسلامي وعلقت تصريح طبع صحيفتين لنشرهما بعض الرسوم. وكان الرسم، الذي أثار حفيظة بعض القراء ونشرته صحيفة"نيو ستريتس تايمز"الاثنين واحداً من سلسلة من الرسوم للرسام وايلي ميلر. وفي مقال افتتاحي نشر الاربعاء ردت الصحيفة على شكاوى تلقتها بسبب الرسم قائلة"ان احداً لم يرد ذكره أو رسمه". وفي كوبنهاغن قال وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط ان الحكومة الدنماركية"تجاهلت عدداً من العروض المصرية للمساعدة في تجنب ازمة واسعة في شأن الرسوم. وقال لصحيفة"بوليتيكين""قلت اننا نقترب من مسألة خطيرة للغاية... ان هذه القضية يمكن ان تسبب تبعات خطيرة". واضاف ابو الغيط انه حذر نظيره الدنماركي بير ستيغ مولر من ان الجدل"يمكن ان يتسبب بمشاكل بين بلادكم والعالم العربي والاسلامي"، وحذرته وقلت له ان"علينا ان نجد حلاً قبل ان تظهر المشاكل"لكن على رغم عدد كبير من المكالمات الهاتفية مع مولر الا انه"تجاهل التحذيرات". واوضح ان"جواب وزير الخارجية الدنماركي كان"لا، لا. اذا كانت هذه قضية مهمة بالنسبة لكم فيجب ان تتابعوها في المحاكم".