رفضت وزارة الدفاع العراقية أمس، اتهامات قادة عسكريين أميركيين بأن لواء في محافظة ديالى المضطربة يستهدف زعماء السنة ويتغاضى عن نشاط"فرق الموت"الشيعية. وقال الناطق باسم الوزارة محمد العسكري تعقيباً على تقرير نشرته صحيفة"نيويورك تايمز"في شأن قائد إحدى فرق الجيش العراقي العشر اللواء شاكر هليل حسين الكعبي إن جميع قادة فرق الجيش يعملون في شكل مهني، وأن سلوكهم يخضع الى المراقبة. وذكر تقرير"نيويورك تايمز"أن هناك توتراً بين الجيش الأميركي وشاكر الذي عين هذا الصيف قائداً للفرقة العراقية الخامسة في محافظة ديالى المضطربة التي يسكنها خليط من العرب السنة والشيعة والاكراد. ونقلت الصحيفة عن قائد القوات الأميركية في المحافظة الكولونيل برايان جونز الذي ستنتهي مهمته، قوله:"أعتقد بأن الحرب الطائفية ستصل الى هنا". وقال قائد القوات الأميركية في شمال العراق الميجور - جنرال بنجامين ميكسون للصحيفة إن"العمليات التي نفذتها الفرقة الخامسة في الجيش العراقي في الآونة الاخيرة تركزت في شدة في ما يبدو على السنة". وذكر أن القوات الأميركية تحقق في مزاعم عن مشاركة جنود بقيادة شاكر في عمليات"فرق الموت". ونسب الى شاكر نفيه أي علم بنشاط"فرق الموت"، وأن الجيش لا يفرق بين طرف وآخر. ويعرب قادة عسكريون أميركيون في ما بينهم عن قلقهم من ميل القوات العراقية الى الانقسام على أسس طائفية، وأن الحكومة تقدم على ترقية القادة العسكريين الشيعة. ونقلت"نيويورك تايمز"عن جونز إنه خلص الى أن شاكر يتطلع الى تدمير الحركة السياسية السنية في المحافظة، وأن من المحتمل أن يكون ذلك بأوامر من بغداد. وقال إن"الامر يبدو وكأنه محاولة متعمدة لضمان أن يصبح السنة عاجزين عن تنظيم أنفسهم سياسياً هنا، وأن يمثلوا أنفسهم في شكل جيد في الجولة المقبلة من الانتخابات". وأعرب عن اعتقاده"بأن هذه خطة أكبر لتحويل ديالى الى محافظة شيعية بدلاً من أن تكون محافظة سنية". وأبلغ صحافيون محليون في ديالى وكالة"رويترز"بأن الغضب اجتاح التجمعات السنية المحلية عندما احتجز الجيش مئات من السنة لأسابيع. وعندما سئل عن الاتهامات الموجهة الى شاكر، قال العسكري إنها مجرد مزاعم، وأن الوزارة لم تتسلم شكوى رسمية في شأن هذا الشخص. واعتبر جونز أن بروز الميليشيات الشيعية يدفع العرب السنة نحو الجماعات المسلحة وبينها تنظيم"القاعدة في بلاد الرافدين"، وأن انحياز الجيش طائفياً يزيد الأوضاع تفاقماً. ويقول سكان في محافظة ديالى إن كثيراً من الشيعة هربوا من بعقوبة عاصمة المحافظة، فيما انتقل لاجئون سنة من بغداد وغيرها من المناطق الى المدينة التي يتمتع فيها المسلحون السنة وبينهم رجال"القاعدة"بنفوذ كبير. لكن بعض سكان البلدات الريفية في ديالى يؤكد أن أفراد الميليشيات الشيعية انتقلوا الى هذه المنطقة من بغداد.