من المعروف ان القدرات الإدراكية للإنسان تنحدر كلما توغل في العمر، فهل من حل لوقف، أو على الأقل للحد، من هذا التدهور؟ اذا أخذنا في الاعتبار ما حملته دراسة ايطالية، فإن استهلاك كميات عالية من الأدهان الجيدة له أطيب الأثر في حماية القدرات الإدراكية للمخ لدى المعمّرين. الدراسة بدأت فصولها في العام 1992، وانتهت في العام 2001، وطاولت أشخاصاً من الجنسين تتراوح أعمارهم بين 65 وپ84 سنة، ويتمتعون بصحة جيدة، ولا يعانون من الخرف، وليسوا في حاجة الى أي مساعدة من الآخرين. وانطلاقاً من الفكرة القائلة إن الأحماض الدهنية الأساسية مفيدة في حماية الوظائف القلبية والعقلية، حاول المشرفون على الدراسة معرفة مدى أثر هذه الأحماض في التأخير من وتيرة حدوث الضياع في القدرات الإدراكية مع التقدم في السن، فماذا كانت المحصلة؟ بعد أخذ ورد مع المشاركين في الدراسة حول طبيعة النظام الغذائي المعتمد لديهم من ألفه الى يائه، وبعد إخضاعهم لاختبارات تقيس قدراتهم المتعلقة بالتوجه، والتركيز والذاكرة واللغة، وجد الباحثون أن نتائج هذه الاختبارات كانت أفضل لدى الذين كان نظامهم الغذائي غنياً بالأحماض الدهنية الأساسية أي الأدهان الجيدة، مقارنة بالآخرين الذين كانت وجباتهم فقيرة بها. ما هي الآلية؟ حتى الآن لا أحد يعرفها، غير أن العلماء يعتقدون بأن للأدهان الجيدة فعلاً حسناً على النواقل العصبية الدماغية.