إنقاذ 18 عاملًا في منجم ذهب بكولومبيا    "حامد الغامدي"اتحادياً حتى 2030    الأسهم الأمريكية تغلق على تباين    مقتل ثلاثة أشخاص في انفجار بمركز تدريب للشرطة في لوس أنجلوس    حرائق الغابات في كندا أتت هذا العام على مساحة بحجم كرواتيا    تراجع أسعار النفط    البرازيلي "شاموسكا" مدرباً للتعاون مجدداً    أمير الشرقية يدشّن المخطط العام لمطار الملك فهد الدولي... الأحد    إدارة "النصر"تعيّن البرتغالي"خوسيه سيميدو"رئسياً تنفيذياً    النصر: تعيين البرتغالي سيميدو رئيسًا تنفيذيًا مكلّفًا    القبض على (3) أشخاص في القصيم لترويجهم مواد مخدرة    أرقام رائعة تُميز ديفيد هانكو مدافع النصر المُنتظر    الهلال يدخل سباق التعاقد مع مهاجم نيوكاسل    للمسؤول … طريق لزمة – الوهابة في انتظار كاميرات ساهر والإنارة    توزيع (3.255) سلة غذائية في عدة مناطق بباكستان    "وِرث" و"السودة للتطوير" تطلقان برنامجًا تدريبيًّا لفن القط العسيري    2000 ريال تكلفة كتابة السيرة الذاتية للباحثين عن عمل    1.9 مليون مصلٍ بالروضة الشريفة وأكثر من 3.4 مليون زائر للنبي صلى الله عليه وسلم    المعيقلي: «لا حول ولا قوة إلا بالله» كنز من كنوز الجنة    حسين آل الشيخ: النميمة تفسد الإخاء وتورث العداوة    حساد المتنبي وشاعريته    حملات إعلامية بين «كيد النساء» و«تبعية الأطفال»    ميراث المدينة الأولى    أبعاد الاستشراق المختص بالإسلاميات هامشية مزدوجة    رياح نشطة وطقس حار على معظم مناطق المملكة    "هيئة الطرق": الباحة أرض الضباب.. رحلة صيفية ساحرة تعانق الغيوم عبر شبكة طرق متطورة    الجبل الأسود في جازان.. قمم تعانق الضباب وتجذب الزوار بأجوائها الرائعة    إنقاذ مريضة تسعينية بتقنية متقدمة في مركز صحة القلب بمدينة الملك سعود الطبية    جراحة تنهي معاناة مريضة من آلام مزمنة في الوجه والبلع استمرت لسنوات ب"سعود الطبية"    تجمع مكة الصحي يفعّل خدمة فحص ما قبل الزواج بمركز صحي العوالي    القادسية يُعلن رحيل أوباميانغ    مهند شبير يحول شغفه بالعسل إلى علامة سعودية    معادلة عكسية في زيارة الفعاليات بين الإناث والذكور    انطلاق أول تدريبات ⁧‫قدم الدانة‬⁩ للموسم الكروي المقبل    اختتام أعمال الإجتماع الأول للجان الفرعية ببرنامج الجبيل مدينة صحية    خارطة لزيادة الاهتمام بالكاريكاتير    السعودية: نرفض كافة التدخلات الخارجية في سوريا    جامعة الإمام عبد الرحمن تختتم فعاليات برنامج موهبة الإثرائي الأكاديمي    (إثراء) يعلن عن فوز 4 فرق في المنافسة الوطنية لسباق STEM السعودية    برنامج تطوير الثروة الحيوانية والسمكية يعلن توطين تقنية «فيچ قارد»    المملكة تعزي العراق قيادة وحكومة وشعبًا في ضحايا «حريق الكوت»    تعليم الطائف يختتم فعاليات برنامج موهبة الإثرائي الأكاديمي لأكثر من 200 طالب وطالبة    صدور بيان عن السعودية و 10 دول حول تطورات الأحداث في سوريا    أمير منطقة جازان يستقبل وكيل الإمارة والوكلاء المساعدين الجدد    المدينة المنورة تبرز ريادتها في المنتدى السياسي 2025    الأولى عالميا.. التخصصي يزرع جهاز دعم بطيني مزدوج بمساعدة الروبوت    تنفيذ حكم القتل تعزيرًا بقاتل الدكتور عبد الملك بكر قاضي    وزارة الحج والعمرة تكرم عمر بالبيد    المفتي يستعرض أعمال "الإفتاء" ومشاريع "ترابط"    20 قتيلاً.. وتصعيد إنساني خطير في غزة.. مجزرة إسرائيلية في خان يونس    ضبط 275 كجم مخدرات والإطاحة ب11 مروجاً    د. باجبير يتلقى التعازي في وفاة ابنة شقيقه    " الأمن العام" يعرف بخطوات إصدار شهادة خلو سوابق    بوتين لا ينوي وقف الحرب.. روسيا تواصل استهداف مدن أوكرانيا    نيابة عن أمير عسير محافظ طريب يكرم (38) متفوقًا ومتفوقة بالدورة (14) في محافظة طريب    أمير تبوك يطمئن على صحة الشيخ عون أبو طقيقه    عزت رئيس نيجيريا في وفاة الرئيس السابق محمد بخاري.. القيادة تهنئ رئيس فرنسا بذكرى اليوم الوطني لبلاده    نائب أمير الرياض يؤدي صلاة الميت على الشثري    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أكد ان التهديدات الاسرائيلية لا تخيفه ... وأن "المبادرة القطرية" انطلقت ب "رضا أميركي" . مشعل ل "الحياة" : أطراف فلسطينية تسعى الى خلق فوضى وانقلاب ... ومع دولة بحدود 1967 وهدنة مع اسرائيل من دون الاعتراف بها
نشر في الحياة يوم 12 - 10 - 2006

يتعاطى رئيس المكتب السياسي ل"حركة المقاومة الاسلامية"حماس خالد مشعل مع التهديدات الاسرائيلية باغتياله ب"جدية"حتى لو كان في دمشق غير المخترقة أمنياً من قبل اجهزة الاستخبارات الاسرائيلية.
يقول مشعل أبو الوليد ان هذه التهديدات"لا تخيفني لأنني وصلت سابقا الى حافة الموت، وهي لا تعرقل عملي السياسي". لكنها فرضت نفسها في شكل استثنائي على حياته اليومية وتنقلاته ومقابلاته. ولم يعد فريق حمايته الشخصية يتساهل حتى معه واصدقائه. لا بد من تغيير في المواعيد وفي أماكن اللقاء في الأحياء المختلفة في دمشق واختصارها ومنع اصطحاب ومسح أمني لمعدات التسجيل والتصوير.
وكانت هذه الاجراءات حاضرة قبل اللقاء الذي استمر ساعتين بعد منتصف ليل الثلثاء في بيت صغير في أحد أحياء دمشق المتواضعة. وعلى غيرعادته، لم يستطع مشعل تقديم شيء سوى الماء والشاي. وهنا نص الحديث:
"فتح"تقول ان"حماس"هي المسؤولة عن فشل مبادرة الشيخ حمد؟
- نحن، قيادة الحركة في دمشق وغزة، تعاملنا بمنتهى الايجابية مع الوساطة القطرية لاننا حريصون على انجاح اي جهد، خصوصاً اذا كان عربيا، يسعى الى تذليل العقبات امام تشكيل حكومة وحدة وطنية.
ماذا قدمت"حماس"؟
- مبادرة الشيخ حمد كان لنا ملاحظات عليها ومعروف الموقف السياسي ل"حماس"حول الافكار، خصوصاً تلك المتعلقة بالمسائل الاعتراف باسرائيل واقامة دولتين. لكننا قدمنا بعد ذلك صيغة مرنة وتسمح لمن أراد في الساحة الفلسطينية ان تشكل قاسماً مشتركا لتشكيل حكومة وحدة وطنية. ثم تسمح بتسويقها على مستوى المجتمع الدولي.
اذن، لماذا لم تحقق تقدما؟
- اصطدمت بجدار الإصرار الاميركي على شروط"اللجنة الرباعية". والاخوة في السلطة يعلقون موافقتهم على اي صيغة سياسية بقبول الادارة الاميركية لها. هم يقولون ذلك وفق منطق ان حكومة الوحدة لا بد ان تكون مقبولة من المجتمع الدولي. هذا غير مقبول، ولا يعقل ان يكون التفاهم الفلسطيني وتشكيل حكومة الوحدة خاضعاً لمقاييس الادارة الاميركية او"الرباعية".
نحن تجاوبنا في المرة الاولى، عندما التقينا على"وثيقة الوفاق الوطني"التي اجمعت عليها القوى لتكون القاعدة السياسية لحكومة الوحدة. من تراجع؟ الطرف الآخر تراجع عنها. ثم جرت جهود أخرى للحوار والتوصل الى المحددات السياسية. ايضا الطرف الأخر، بعد التدخلات والضغوط الاميركية، صار يتحدث عن شروط"الرباعية".
بوضوح، ما هو موقفك من شروط المجتمع الدولي المعبر عنها في شروط"الرباعية"؟
- اعلنا اننا لن نخضع لشروط"الرباعية"لأنها ظالمة ومجحفة من حيث المبدأ. ثانياً، نحن ضد ربط مصائرنا كاملة بشروط أعدائنا. كيف نتعامل مع المجتمع الدولي؟ هذا أمر مختلف، لكن لا يجوز ربط شأننا الداخلي ومصائرنا بشروط أعدائنا. ثالثاً، شروط"الرباعية"ليست جديدة. هي مطروحة منذ القديم وهناك من اعترف بها، لكن على ماذا حصل؟ لا شيء. اي من قبل بهذه الشروط من الاطراف الفلسطينية والعربية لم يترتب اي شيء حقيقي على الأرض. لماذا نكرر تجارب الآخرين، خصوصاً اذا وصلت الى طريق مسدود؟
اذن، انتم ترفضون شروط"الرباعية"والمبادرة العربية؟
- لا. قلت ان الاطراف المعنية بالتسوية والصراع العربي - الاسرائيلي، لم تتعامل بجدية مع المبادرة العربية. لذلك نقول ان المشكلة ليست في المبادرة ولا مع الدول العربية، بل مع الاطراف الاميركية والاسرائيلية التي ترفض المبادرة وتريد إلزامنا بشروط"الرباعية". في السابق قيل لنا عن المبادرة كمجرد خطوة. ثم قيل لنا رسمياً من بعض الاطراف العربية والفلسطينية: ان القبول بالمبادرة العربية خطوة مهمة لإقناع المجتمع الدولي انها تتضمن الاعتراف بشروط"الرباعية". إذن، هي لا تراد لذاتها، بل لما بعدها. اي كي تكون خطوة لقبول شروط"الرباعية".
لكن مبادرة قطر تضمنت صياغة لشروط"الرباعية"مثل الاعتراف بخيار الدولتين والاتفاقات الموقعة؟
- من حق الشيخ حمد ان يتحرك وتكون له وساطته. نحن نرحب بأي جهد عربي، لكن في النهاية سنتعاطى مع كل هذه الجهود بما يراعي مسألتين: مصالح شعبنا لأننا مؤتمنون عليها، وتحقيق أكبر قدر من التوافق السياسي مع القوى السياسية لتشكيل حكومة وحدة ونوحد جهودنا لانتزاع حقوقنا من أعدائنا.
مبادرة الشيخ حمد فشلت؟
- لا اكتمك. اجريت اليوم الثلثاء اتصالاً هاتفياً بكل من أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة وبوزير الخارجية الشيخ حمد الذي قال: انني أتابع الوساطة. هناك عقبات، وهو مصر على متابعتها.
يتحرك برضا أميركي؟
- هناك اطلاع من الاميركيين على مبادرته. لكن لا ندري حقيقة الموقف الاميركي. لا استطيع ان أقيم مدى موافقتهم. الدليل انه حتى مع جهود الوساطة القطرية، الذي عرقل هذه الجهود هو الإصرار على إعادتنا الى شروط"الرباعية".
هل تقبلون بحل على اساس دولتين اسرائيلية وفلسطينية حسب رؤية الرئيس جورج بوش؟
- انا كفلسطيني معني بقيام دولة فلسطينية ولست معنياً بدولة الاحتلال. لماذا يسأل الفلسطيني ويصبح من أهدافه ومبادئه ان يقيم الدولتين. الدولة الصهيونية موجودة. انا اتكلم عن دولتي الفلسطينية الغائبة. انا الذي حرمت من دولتي والسيادة والاستقلال والحرية وتقرير المصير. لذلك الأصل ان نركز على كيفية انجاز حقوقنا. وانا معني بقيام دولتي.
انت توافق على كلام رئيس الوزراء اسماعيل هنية: دولة فلسطينية على أراضي 1967 وهدنة؟
- هذا موقف مطروح في الحركة ومتبنى داخلها. الحركة تقبل بدولة على حدود 1967 وهدنة.
لماذا هدنة؟
- مع هدنة لان من مواقفنا عدم الاعتراف بالكيان الصهيوني. لماذا أقول هذا الكلام؟ البعض يقول اننا لسنا واقعيين. هناك فرق، الكيان الصهيوني موجود في الواقع وعلي ان أعطيه الشرعية وان اعترف بشرعيته. الذي لا يعترف بالكيان الصهيوني ليس حالماً وليس رجلاً غير واقعي.
نحن واقعيون. ليست الواقعية ان تعترف بشرعية الاحتلال. هناك كيان موجود في الواقع، لكن كفلسطيني، الأصل في ان لا أعترف بشرعية الاحتلال. ثم لماذا أُطالب ان اعطي شرعية لاحتلال وقع على أرضي وهناك ملايين من الشعب الفلسطيني. هم من تلك الارض التي اقيم عليها هذا الكيان. هناك كيان اسمه اسرائيل. نعم. لكن لست معنيا بالاعتراف به.
انت لست معنياً بالاعتراف لكن موافق على الاتفاقات؟
- نحن نتعامل مع الاتفاقات الموقعة والموجودة على الأرض وفق مصالح الشعب الفلسطيني. اذا كانت تخدم مصالح شعبي سأمارسها.
اذاً موافقة انتقائية؟
- لن أدخل في التفاصيل. هناك اتفاقات عدة منذ اوسلو والى الآن. الاصل ان نتعامل بمعيار مصلحة الشعب الفلسطيني. ثم، لماذا هذه القسوة علينا بأن نطالب بالتطبيق الحرفي والثناء والتمجيد لهذه الاتفاقات، بينما الطرف الآخر الذي وقع عليها يطبق ما يشاء وقت ما يشاء. لماذا علينا الالتزام بها جملة واحدة وهو يلتزم بها انتقائيا؟ من حقنا كفلسطينيين واي حكومة، ان تتعامل مع هذه الاتفاقات تعاملاً واقعياً يراعي المصلحة العامة وموازين القوى، وان تجعل معيار تعاملها مصالح الشعب الفلسطيني.
ماذا عن"نبذ الارهاب"؟ مبادرة الشيخ حمد تضمنت فقرة كهذه؟
- لا نعتبر ما نمارسه إرهابا أو عنفاً. هو مقاومة مشروعة حتى في القانون الدولي. لذلك، لا أوافق على اي مصطلح يفهم منه انني أدين نفسي. الذي يمارس العنف والارهاب هو الطرف المعتدي. وهي اسرائيل تمارس كل أشكال الارهاب ضد الانسان والأرض والمقدسات والاشجار.
بالتالي، اثبت حقي بالمقاومة. طالما ان شعبي مشرد وأرضي محتلة فمن حقي الشرعي مقاومة الاحتلال. اما الارهاب، فهو صنعة صدرت إلينا من الخارج. الذي صنع الارهاب ووفر أجواءه هو الظلم الاميركي والعدوان الصهيوني.
هذا يعني ان الحصار سيستمر وانتم تدعون الشعب الفلسطيني الى الصمود وهو يعاني؟
- شعب يريد حريته وتحرير أرضه وتقرير المصير والاستقلال والتخلص من الاحتلال لا بد له ان يصبر. ليس لديه خيار سوى الصمود والصبر والتضحية والمقاومة. شعبنا اصيل مارس هذا ولا يزال منذ عشرات السنين.
من يعتقد ان"حماس"تقسو على شعبها، مخطئ لان هذا قدرنا سواء جاءت"حماس"او غيرها. ليس أمام شعبنا الفلسطيني لانجاز الحقوق سوى المقاومة والتضحية والصمود. نحن لا نكلف شعبنا شيئاً جديداً. بالعكس، نحن نبتة من الشعب وجزء منه ونتفاعل مع جميع القوى، ولم يعرض علينا اي احد الى الآن حقوقنا المشروعة، بطرق سلمية. لو عرض علينا المجتمع الدولي طريقاً لانجاز حقوقنا من دون المقاومة، للجأنا الى هذه الطريق لان المقاومة وسيلة وليست الهدف.
هناك من يقول: مشعل يدعو الى الصمود من مقره المريح في دمشق، والشعب الفلسطيني يدفع الثمن؟
- كان هذا سيكون صحيحاً لو ان الشعب الفلسطيني في الداخل لديه خيارات أخرى وخالد مشعل وقيادات الخارج هي التي تقول لغة أخرى. الحقيقية ليست كذلك. شعبنا في الداخل يقول بالصمود والمقاومة. لا يحتاج أحداً كي يعلمه. نحن شعب واحد والجميع يعاني.
قيل ان مشعل وراء كل المشاكل: عرقلة اتفاق مبادلة الاسير غلعاد شاليت وحكومة وحدة ومبادرة الشيخ حمد؟
- وماذا قال هؤلاء بعد خطاب الاخ اسماعيل هنية؟ لماذا يصبون جام غضبهم عليه؟ هذه لعبة. يحاولون شخصنة الموقف السياسي. يعلمون ان"حماس"مؤسسة سياسية. عندما تتحدث عن موقفها سواء عبر قائد من الداخل او الخارج، تتحدث عن موقف مؤسسة. لكن الذين يريدون الالتفاف على المواقف وتوجيه الاتهامات لاغراض ما، يلجأون لشخصنة المواقف.
لكنك متهم بالتشدد؟ وهناك كلام ان سورية تمنعك من الليونة؟
- لماذا يقال هذا الكلام؟ هناك هدف مزدوج: تفتيت موقف"حماس"والاستفراد بالداخل ومحاولة للضغط على دمشق وتحميلها مسؤوليات هي بريئة منها. امامنا نموذج: عندما عطلت اسرائيل التسوية. لمن حملت المسؤولية؟ للرئيس الراحل ياسر عرفات رحمه الله. لماذا؟ لانهم يريدون تحميل المسؤولية على شماعة طرف ما، بينما المسؤول اميركا واسرائيل. هذه أغراض مريبة لا يصدقها أحد سوى من يروج لها.
هل أنت معتدل ام متشدد؟
- ليس هناك متشدد او معتدل. الكل ملتزم قرار الحركة.
كيف يجري التشاور؟
- الطريقة معقدة بسبب ظروفنا المعقدة. هناك قيادات في الضفة الغربية وغزة وفي السجون وفي الخارج. ونحن حريصون على التشاور، لكننا ندير قرارنا بطريقة معقدة كي نبقى محترمين المؤسسة القيادية للحركة. هذا يعطي قوة للحركة.
الوزيرة كوندوليزا رايس راهنت على انقسامات في"حماس"؟
- تخيل المنطق العدواني. كي تطلق التسوية يجب ان تدمر الآخر. وكأنه ليست لديها اي مشكلة سوى ان تمزق"حماس". قيل في الماضي، ان التسوية لن تتقدم الا اذا ذهب عرفات. طيب، رحل عرفات، فهل تقدمت التسوية؟ الكذبة تتكرر وهم لا يدركون ان شعوب المنطقة تدرك الاعيبهم. لعبتهم مكشوفة.
تحذير من الفتنة
خيار حكومة الوحدة انتهى؟
- لا لم ينته.
لا تواصل بينك وبين الرئيس عباس؟ الفجوة قائمة؟
- للأسف ان نظامنا السياسي الفلسطيني ولد في ظروف صعبة ولادة غير طبيعية، سلطة تحت الاحتلال. يؤسفنا ان هذا النظام القائم على رأسين: الرئاسة والحكومة، لا تفاهم بينهما. في تقديري ان الخلل قائم بسبب تأثرنا بالعامل الخارجي لان الاصل ان تكون امكانات التفاهم الداخلي كبيرة. لا شيء يمنع الوصول الى حكومة وحدة والتفاهم الداخلي.
* لكن كان الوضع قبل ايام على شفير الحرب الاهلية والفتنة؟
- هذا شيء مؤسف. ان شاء الله ليست"بروفا"لحرب أهلية او اقتتال داخلي. لكن هذه مسؤولية الجميع. لدينا ثوابت داخلية ان نحرم الدم الفلسطيني وان نحتكم الى الحوار ومؤسساتنا في اي خلاف سياسي. لكن حتى نصل الى احترام هذه المبادئ وتجنب اي صراع داخلي، يجب ان يتحمل الجميع مسؤوليته. لا يجوز ان تطالب"حماس"وحدها بذلك ونحن نحترم ذلك ونلتزم به ونتواصى به دائما. بينما هناك اطراف تصب الزيت على النار.
من؟
- من دون تسمية. اشعال الفوضى في الشارع وتأزيم الامور على الارض من شأنه ان يفجر الاوضاع الداخلية. مطلوب ان نتداعى لمعالجة اوضاعنا الداخلية. لا ننكر ان بيننا خلافات سياسية، لكن ينبغي ان يعالج ذلك بالاقنية الدستورية والحوار والتواصل وليس عبر التأزيم الميداني. هذا مرفوض. الميدان يجب ان يكون في مواجهة العدو الصهيوني. هذه مسؤولية الجميع وليس طرفا بعينه.
مصادر في"حماس"حملت المسؤولية لاطراف حول عباس؟
- لست معنيا بذكر الاسماء. لكن شعبنا يعرف الحقائق. ومن تحرك وبذل جهودا في التقريب في المواقف، ادرك مكان الخلل والمسؤولية عن عدم التوصل الى اتفاق. حكومة الوحدة الوطنية أمر ممكن بل ضروري. لا شيء يعطله، خصوصا اننا تفاهمنا على"وثيقة الوفاق". انما هناك سؤال كبير: لماذا لا نصل الى تشكيل هذه الحكومة؟
لماذا؟
- هذا السؤال برسم الآخرين وليس برسم"حماس". لا يجوز الاحتكام الى الشروط الخارجية من ناحية. ولا يجوز تعطيل مشروع كهذا لانه ربما هناك رغبة عند البعض ان تظل حالة تأزيم للانقلاب على الوضع القائم وسرعة اسقاطه للعودة الى اوضاع اخرى او سابقة. هذا ليس في مصلحة شعبنا. من حق الناس ان يختلفوا ويعترضوا، لكن ما يجري في الساحة الفلسطينية امر لا يقبله المنطق الوطني ولا يخدم مصلحة احد.
اذن تقول، ان اطرافا في السلطة تريد الانقلاب على الوضع؟
- انني اصف واقعا ولست في مرحلة توجيه الاتهامات لأحد. نعم هناك من يسعى الى الانقلاب على نتائج الانتخابات وغير محتمل ان تستكمل هذه الدورة السياسية مدتها.
ماذا لو دعا الرئيس عباس الى انتخابات بعد حل الحكومة والمجلس التشريعي؟
- لكل حادث حديث.
هل ستلجأون الى الشارع والسلاح ام الى الوسائل الدستورية؟
- ستنتصرف في حينه بحسب طبيعة الاجراء. اذا كان تصرفاً دستوريا له تصرف. واذا كان غير دستوري له تصرف آخر.
لا تقبل شروط"الرباعية"والخيار هو الممانعة والمقاومة؟
- نعم وطرق كل الابواب.
لكن"حماس"التزمت التهدئة مع اسرائيل لنحو سنتين؟
- نعم. هذه ضمن اجتهاداتنا للبحث عن اي طريق للوصول الى حقوقنا.
شاليت و"حزب الله"
ماذا عن صفقة التبادل بين شاليت والف اسير؟ قيل ان دمشق تمنع انجازها؟
- هناك مغالطتان: الاولى، في اتهام سورية بدفعنا للتشدد واتهامنا بالتشدد. قرار الجندي الاسرائيلي ليس في دمشق وليس في جغرافيا محددة. القرار متعلق بموقف الحركة. المغالطة الثانية، ان اسرائيل ترفض الى الان مبدأ التبادل.
صحيح ان المعروض اطلاق شاليت ثم اطلاق اطفال ونساء؟
- نعم المعروض اطلاق شاليت ثم تطلق اسرائيل بعد ذلك معتقلين في سياق سياسي ما وعبر لقاءات ما، بحيث يصبح كرما اسرائيليا. اسرائيل لم تقبل الى الان صفقة التبادل. الذي يعطل التوصل الى اتفاق هو رئيس الوزراء ايهود اولمرت وتعنته.
هل يعرف مشعل مكان شاليت وصحته؟
- نحن لا نتدخل في امور كهذه. هناك جهة اختصاص. نحن معنيون بالموقف السياسي وموقف الحركة في معالجة هذه القضايا وليس بهذه التفاصيل.
هل هناك قلق من ان اولمرت سيثأر من الشعب الفلسطيني بعد اطلاق شاليت؟
- هذا ليس العامل المؤثر تجاه صفقة التبادل واطلاق شاليت. العامل الاساسي هو العمل على الافراج عن اكبر عدد ممكن من الاسرى والاسيرات الفلسطينيين والعرب. المطلوب اطلاق الف اسير والنساء والاطفال. قضية الاسرى قضية حساسة وهي قضية انسانية وسياسية. نحن امام قضية عشرة آلاف أسير. هذا هم وطني. لا أحد يجرؤ على التساهل في هذا الموضوع.
لن يفرج عن شاليت مهما حصل؟
- هذا موقف الحركة.
الامين العام ل"حزب الله"حسن نصرالله قال انه لو علم برد فعل اسرائيل لما اقبل على خطف الجنديين. هل لديك نفس الشعور، انه لوعلمت برد فعل اسرائيل على غزة لما جرى خطف شاليت؟
- اولا، لم اصدر قرار اسر الجندي ولم يكن لدي علم مسبق بهذه العملية حتى اعطي تقويما بأثر رجعي. ثانياً، من قام بهذه العملية البطولية التي أفخر بها، لا اعتقد ان احدا يندم عليها. انها اول عملية عسكرية ضد المحتل. اسر فيها جندي وبالتالي هو اسير حرب. الذين ينفذونها كانوا يتطلعون الى معاناة اخوانهم في سجون العدو. هذا عمل نفتخر به ولا نندم عليه.
هناك تهديدات اسرائيلية باغتيالك وهذا قديم. لكن الجديد ان هناك تهديدات فلسطينية؟
- يضحك بعض ما صدر من بيانات فلسطينية حول تهديدي لا اكترث به وهو لغة غريبة عن ساحتنا الفلسطينية وصدرت بيانات تتبرأ منه. سامح الله الجميع. نحن لا نحمل احقادا على احد ويبقى هؤلاء من ابناء شعبنا الفلسطيني. ولا نقف كثيرا أمامها.
اما التهديد الصهيوني، فهذا شيء طبيعي ان تأتي التهديدات من عدونا. مع كل تهديد تجاهي اشعر بالفخر انني اشكل شوكة في حلق العدو. عندما يلاحقني العدو ويهددني ويحاول ان يغتالني، فهذا يشعرني انني أسير، بحمد الله، على الطريق الصحيح. لكن هذا لا يخيفني لأنني جربت الموت واقتربت من حافته. نتعامل مع التهديدات الصهيونية بجدية، لكنها لا تخيفنا. طبعا، هي تزيد من الاعباء والاجراءات الامنية، لكنها لا تعطل من دوري ولا تخيفني.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.