الكرز ثمر طري شهي لونه جذاب وقشره لماع يشد اليه الجميع، ويقال ان الملك الفرنسي لويس الخامس عشر لم يكن يقبل بتناوله الا من أنامل الكونتيسة الجميلة اسباريس. وفي العصر الحديث كشف الطب أن هذه الثمرة تملك قيمة غذائية ودوائية لا تضاهى. البحوث التي أجريت على الكرز هنا وهناك دلت على انه يحتوي على مركب معقد يعرف باسم"بيريليل"له باع طويلة في الوقوف بالمرصاد للسرطان، وخصوصاً سرطان الثدي وسرطان الرئة وسرطان المعدة وسرطان الكبد. وحتى الآن لا يعرف العلماء الكمية المفيدة من البريليل لدحر السرطان ولكن الدلائل الأولية تشير الى انها قليلة، ومهما يكن من أمر فإن العلماء يجمعون على أن للكرز دوراً ملموساً في شحن دفاعات الجسم ضد تكوّن السرطان. ويعد الكرز من الثمار الغنية بالفيتامين ث الذي يعتبر من أهم وأشهر الفيتامينات غذائياً ودوائياً، فهو ضروري لتكوّن الأنسجة التي تعطي القوة والمرونة للغضاريف والأربطة وجدران الشرايين وأنسجة العظام، كما أنه يقوم بدور مهم في بناء الجسم وترميم خلاياه من خلال حثه على امتصاص وامتثال الأحماض الأمينية البروتينات اللازمة لشفاء الجروح وجبر الكسور وزوال الخراجات، أيضاً فإن للفيتامين ث دوراً عظيماً في اعطاء الزخم القوي للجهاز المناعي لمواجهة الانتانات والتعفنات وما قد يسفر عنها من سموم ومخلفات. ويحتوي الكرز على الفيتامين"أ"والفيتامين"E"، وقد كشفت الدراسات أن لهذا الأخير أهمية خاصة للنساء اللواتي يعانين من سن اليأس، فتناول ما يكفي من هذا الفيتامين يجعلهن أقل تعرضاً لخطر مداهمة الأمراض القلبية الوعائية، زيادة على هذا، فقد أسفرت التحريات أن التزود بالفيتامين E من مصادره الطبيعية يعطي نتائج أفضل وأحسن بكثير من تلك التي يتم الحصول عليها بأخذ المتممات الغذائية المصنعة. يحتاج الانسان الى حوالى الپ30 وحدة عالمية من الفيتامين E، وهذه الجرعة لا يمكن تأمينها من غذاء واحد وحيد، بل لا بد من تناول أغذية أخرى غنية به مثل الزيوت النباتية والقمح المستنبت حديثاً، والخس والبندورة والجزر وصفار البيض والجوز. وعلاوة على مركب البيريليل والفيتامين E والفيتامين أ تتواجد في دهاليز الكرز مواد معقدة أخرى تعرف باسم"كيرسيتين"التي تعد من أهم المواد القادرة على الوقوف وبقوة في وجه الجذور الكيماوية الحرة والتي لا هم لها سوى الحاق الأذى وزرع الشر هنا وهناك في أنحاء الجسم المختلفة، وهناك دراسات شتى نوهت الى دور الكيرسيتين في الاقلال من خطر هجوم الحوادث، القلبية الوعائية والأمراض السرطانية. والكرز مفيد في علاج داء الملوك النقرس، وهناك الكثير من الأطباء الذين ينصحون مرضاهم بأكل الكرز أو بشرب عصيره للتخفيف من وطأة اصاباتهم، أما سر فائدة الكرز في علاج داء النقرس فيرجع الى احتوائه على أحماض عضوية شبيهة بعملها بأفعال الاسبرينات في دك الالتهابات وتركين الأوجاع. وينصح بعض العارفين ببواطن الكرز المرضى المصابين بالنقرس بشرب ثلاثة كؤوس من عصير الكرز الممدد بثلاثة كؤوس من الماء كل يوم، ومن طبق هذه الوصية حصل على نتيجة طيبة بعد ثلاثة أيام أو بعد أسبوع من بدء تطبيقها وذلك وفقاً لحدة وشدة المرض. بقي علينا ان نلفت الأنظار الى النصائح الآتية حول الكرز: - ان الكرز هو من أكثر الفواكه الحمراء غنىً بالسكاكر ومن بينها نذكر سكر الغلوكوز وسكر الفركتوز والسكروز والسوربيتول. - أيضاً الكرز هو من أغنى الفواكه الحمراء بالسعرات الحرارية فكل 100 غرام تولد 68 سعرة. - ان الكرز مفيد في حماية الأسنان من التسوس ففي دراسة أجريت في مركز"فورسايت دينتال"الأميركي تبين أن عصير الكرز قادر على ابطال عمل الخميرة التي تقود الى تكوّن الصفائح السنية التي تشكل البوابة لحدوث تنخر الأسنان. وفي دراسات أخرى تبين أن عصير الكرز مضاد للجراثيم الفموية المتورطة في آلية التسوس. - هناك أكثر من 200 نوع من الكرز إلا أن المتداول منها حالياً لا يتجاوز عدد أصابع اليدين معاً. * لا تنسوا أذناب الكرز، أي الأعواد الحاملة له، فغليها وشرب نواتجها مفيد في علاج التهابات المجاري البولية.