على رغم حساسية المواضيع الدينية في الوطن العربي، بدأ في سورية تصوير الفيلم الجديد"7 كلم عن القدس"وهو فيلم مشترك ايطالي - سوري يتحدث عن رجل ايطالي يعيش في داخله صراعاً بين حياته الشخصية والمادية، يفقد بسببه اصدقاءه وزوجته وعمله... ما يدفعه الى البحث عن ذاته والوقوف على الاسباب التي أدت الى فقدانه أقرب المقربين اليه. وفي لحظة صفاء يشعر بضرورة الذهاب الى القدس... وبالفعل يقوم بطل الفيلم اليساندرو بالسفر الى القدس، وخلال رحلته يتصور ظهور السيد المسيح عليه ويجري بينهما حوار. ونتيجة لذلك ينشأ نوع من التفاهم والتسامح الذي يأخذ طابعاً عصرياً، حيث يبدأ البطل بطرح مشكلات العالم المعاصر فيما السيد المسيح يقدم آياته بشكل عصري.. واللعبة الاخراجية تكمن في أنه لا يمكن للمشاهد التأكد من ان بطل الفيلم شاهد السيد المسيح أم أن الامر مجرد رؤيا.. وسواء كان الامر رؤيا أو ظهوراً فان البطل يعود الى ايطاليا ويسترجع عمله وزوجته وأولاده وأقاربه... الخ ولدى سؤال"الحياة"كاتب السيناريو بينو مرينوتي على هامش المؤتمر الصحافي الذي عقد بمناسبة بدء التصوير في دمشق عن"مدى واقعية العمل والرسالة التي أراد ايصالها"أكد ان عمله واقعي لكنه لا يهدف من خلاله اجراء حوار بين الرب والبشر وانما الى تركيز الضوء على"بعض التصرفات المعاصرة التي يمكن تجاوزها من خلال التسامح والمحبة". من جهته اكد المخرج كلاوديو مالابونتي وهو مخرج معروف في ايطاليا بأن تصوير الفيلم كان مقرراً ان يكون في المغرب وفي اللحظات الاخيرة التقى بصديقة ايطالية له تدعى ماريانا توباسيك مسؤولة التنسيق والاعلام في شركة"ارتيكا"عرضت عليه صوراً التقطتها في سورية فدهشت عند مشاهدتها وقرر نقل مكان التصوير الى سورية. ولدى سؤال"الحياة"عن مواقع التصوير المعتمدة أكد بونتي ان التصوير سيشمل دمشق، معلولا، اللاذقية وحلب ومن ثم الانتقال الى ايطاليا. وحول سبب اصراره على التصوير في سورية اكد المخرج انه وجد شوارع وحواري القدس تشبه الى حد كبير شوارع وحواري دمشق ولهذا قرر التصوير في سورية منوهاً في الوقت نفسه بأنه لم يذهب الى القدس بسبب المشكلات التي تعاني منها المنطقة. ويشارك في العمل الممثل لوكا ورد بدور اليساندرو، وروزالينا شيلنتانو اليساندر وهابرايزا بارزيزا، اليونورا بريكليادوري، جيوفانا نودريا، ومن الجانب السوري سعد الغفري، عادل علي، لينا العبد، زياد جرجس الريس، مروان شمشيخ اضافة الى عبد الغني بلاط والمشرف الفني عماد سيف الدين. والفيلم من انتاج ارتيكا للانتاج السينمائي بمشاركة"سينما الراي"ومالتي ميديا ساو باولو، ويتوقع خلال عرضه في بداية 2006 ان"يشكل نقلة نوعية في تاريخ السينما الايطالية"، بحسب رأي مخرجه على الاقل.