تحت وطأة شمس الصحراء الحارقة وخلف سحب الغبار الكثيف يغادر مضمار سباق الخيل الاثري قادة الفيالق الرومانية يتبعهم مصارعون ومحاربون يثقل العتاد كاهلهم وهم يحثون الخطى خلف العربات الحربية التي تجرها الخيول. وبعد عرض يستمر قرابة الساعة تخليداً لأشهر أبناء روما, عاشق كيلوبترا, يوليوس قيصر القرن الاول قبل الميلاد يعزف اللحن الأخير من الموسيقى العسكرية المصاحبة ويتعالى هتاف وتصفيق جمهور القرن الحادي والعشرين. هذا العرض على شرف من وقف ذات يوم امام شيوخ روما مقدماً اقصر تقرير عسكري في التاريخ"فيني فيدي فيتشي"اتيت, رأيت, انتصرت سيراه اعتباراً من منتصف تموز يوليو المقبل السياح والزوار في الاردن في مدينة جرش الاثرية شمال عمان احدى اهم عشر مدن بناها الرومان في اوج عهدهم الذهبي. ومسرح العرض هو مضمار سباق الخيل الاثري الذي اعيد ترميمه والواقع قرب البوابة الجنوبية للمدينة الاثرية امام قوس للنصر اقيم تخليداً لذكرى زيارة الامبراطور الروماني ادريان للمدينة عام 129 للميلاد. وعلى رغم ان مضمار السباق الاثري في جرش اصغر بكثير من مثيله في العاصمة الايطالية روما, فهو يشتمل على عشر بوابات وعلى مقاعد حجرية للجمهور تحيط به تلال مكسوة بأشجار الزيتون. ويقف خلف فكرة هذا العرض الذي يعرف باسم"الجيش الروماني والعربات الحربية"ستيلين ليند وهو سويدي يعمل في مجال الادوية، وفواز الزعبي وهو مهندس ميكانيكي اردني. اما أعضاء الفرقة فهم جنود متقاعدون من الجيش الاردني والقوات الخاصة والشرطة. والفكرة مستوحاة من الفيلم الهوليودي"بن هور"الذي يجسد معارك الجيش الروماني القديم. ويبدأ العرض على أصوات الابواق التي تسبق وصول يوليوس قيصر وهو يصيح متوجهاً باللاتينية الى الجمهور"سلانسيوم"سكوت. وبعد ان يستقر المشاهدون في مقاعدهم يدخل المحاربون الرومان يعتمرون خوذاً ويرتدون ثياباً بنية فضفاضة مربوطة على الخصر وينتعلون احذية جلدية ثقيلة ويحمل كل منهم منهم ترساً ورمحاً