تبدأ أكاديمية الفنون في برلين اليوم فصلاً جديداً في تاريخها الذي يبلغ 300 عام، عندما يفتتح الرئيس الألماني هورست كولر مقرها الجديد. وأقيم المقر الجديد للأكاديمية في موقعها الأصلي قبل اندلاع الحرب العالمية الثانية، قرب بوابة براندنبرغ. وبلغت كلفة المبنى الذي يطل على فندق أدلون ويقع أمام السفارة الفرنسية الجديدة مباشرة، 60 مليون يورو 77 مليون دولار. وفي اختبار لمدى اتساع المبنى الجديد، توافد عليه 5 آلاف شخص في آذارمارس الماضي للاستماع إلى قراءة لاعمال الكاتب المسرحي الالماني فريدريش شيلر على مدار 24 ساعة، في مناسبة حلول الذكرى المئتين على وفاته. ويذخر المبنى الجديد حالياً بأعمال الفن المعاصر ويتألف من قاعة اجتماعات تسع 250 شخصاً وخمس قاعات أرضية في الطابق السفلي وغرف واسعة للأرشفة. ويمثل المبنى عودة جديدة لتقاليد الاكاديمية التي انقطعت منذ نحو سبعين عاماً، عندما أقال الزعيم الالماني السابق أدولف هتلر أعضاء الاكاديمية عام 1937، وعين مهندسه ألبرت شبير مفتشاً عاماً على المباني في عهد الرايخ الثالث. وأقام شبير مكتباً لنفسه ولطاقم مساعديه داخل المبنى. وكان هتلر يتردد إلى المبنى للاجتماع مع شبير لمراجعة خطط إقامة مدينة جيرمانيا لتكون عاصمة للعالم في قلب برلين. ويقر أدولف مشج، رئيس الاكاديمية السويسري المولد، بأن الاكاديمية شهدت فترات ازدهار وتدهور على مدى تاريخها، مشيراً إلى أن أسوأ فتراتها أعقبت استيلاء هتلر على السلطة عام 1933 بعد أن أرغم أربعون من أبرز أعضائها على الاستقالة أو طردوا خارج الاكاديمية. ويوضح مشج: "هذه كانت أقتم لحظة في تاريخ الاكاديمية". لكنه استدرك أن "الاكاديمية شهدت فترات انتعاش عندما ازدهرت الفنون في ألمانيا، وانضم إلى عضويتها شخصيات بارزة مثل كارل فريدريش شينكل وفيلكس مندلسون بارتهولدي وبيرتولت بريشت وغيرهم". وأدى تقسيم برلين إلى مدينتين بعد الحرب العالمية الثانية إلى قيام أكاديميتين في شطري المدينة. وتأسست أكاديمية الفنون في برلين الغربية عام 1954 وتولى رئاستها في فترة الخمسينات المهندس الشهير هانز شاورون. وبعد انهيار حائط برلين في أواخر 1989، أثيرت مناقشات حامية في شأن مصير المؤسستين المتنافستين. ولم يكن أعضاء الاكاديميتين الشرقية والغربية يؤيدان فكرة الدمج.