نظراً الى ما يطرحه المشهد الأمني الراهن في دول مجلس التعاون الخليجي من تساؤلات حول بدايات وأسباب ظهور وتنامي أفكار الغلو والتطرف الديني وموجات العنف والارهاب المصاحبة لها، جاء"ملف عدد مجلة شؤون خليجية"الصادرة عن"مركز الخليج للدراسات الاستراتيجية"يناقش محاور عدة أبرزها: التعريف بالجماعات الاسلامية ونشأتها وآلياتها في دول مجلس التعاون وأسباب أو دوافع ظهورها الداخلية منها والخارجية، وخريطة انتشار العنف الديني، وحدود الالتباس بين مفهومي المقاومة والارهاب وموقف دول مجلس التعاون منهما والجهود التي تبذلها دول مجلس التعاون لمكافحة الارهاب لا سيما بعد هجمات أيلول سبتمبر 2001، وأخيراً متطلبات تفعيل مواجهة التطرف الديني في دول المجلس. وفي مناسبة عقد مؤتمر القمة العربية الأخير في الجزائر اعتبرت افتتاحية العدد أنه على رغم أهمية القرارات الصادرة عن اجتماعات القمة العربية التي استضافتها الجزائر في الفترة بين 22 و23 آذار مارس الماضي، الا ان قضية متابعة هذه القرارات وتنفيذها تكتسب أهمية أكبر، مشيرة الى ان القمة الأخيرة وبيانها الختامي تبنيا السياسة نفسها التي اعتمدت في قمم سابقة وهي سياسة ترحيل الأزمات. ومع هذا فإن بعض النتائج التي أسفرت عنها القمة ايجابية بخاصة تمسكها بثوابت عملية التسوية مع اسرائيل، أو انفرج في العلاقات الجزائرية ? المغربية. وفي دراسة كتبها"أحمد يوسف أحمد ، مدير معهد البحوث والدراسات العربية - بعنوان:"جامعة الدول العربية حديث الستين عاماً"، أشار الى ان سؤالاً بات يطرح بإلحاح في الآونة الأخيرة حول جدوى بقاء الجامعة العربية في ظل الظروف التي قد تنتقص من دورها وفاعليتها، وهو سؤال مثّل، ولا يزال يمثل، هاجساً لدى الحديث عن الجامعة التي أتمت في آذار 2005 العام الستين من عمرها. وتحدثت الدراسة عن نجاحات الجامعة واخفاقاتها ودورها في حماية الأمة وتضامنها وأهمية وجودها. وهناك دراسات أخرى أعدها السيد فليفل، مدير معهد البحوث والدراسات الأفريقية في جامعة القاهرة، تحت عنوان"العلاقات الخليجية - الأفريقية: ملاحظات أولية"وفيها يلقي الضوء: على العلاقات بين دول مجلس التعاون الخليجي والدول الأفريقية سواء من حيث مراحل تطورها ومجالات التعاون المختلفة والاطار المؤسسي الذي يجمعها، أو من حيث أسس هذه العلاقات وطبيعة الادراك المتبادل بين الجانبين وأثره في تطوير التعاون الثنائي. وفي باب"القضايا والمتابعات"، عولج عدد من القضايا بينها: التكامل الاقتصادي العربي حيث أفرد عبدالمالك سالمان الخبير الاستراتيجي للعوامل الداخلية والخارجية التي أعاقت تحقيق هذا التكامل داعياً الدول العربية الى انجاز السوق العربية المشتركة كخطوة أولى نحو تحقيق التكامل الاقتصادي ومن ثم التوحد السياسي باعتبار ذلك هو السبيل الوحيد لانقاذ المنطقة من المخططات الاستعمارية التي تهدد مصيرها في القرن الحادي والعشرين. وناقش الباب مجموعة أخرى من القضايا منها"توطين العمالة الأجنبية في دول مجلس التعاون"و"الهلال الشيعي"الاقليمي وحدود التأثير في أمن الخليج العربي، اضافة الى قضيتي الانتخابات البلدية السعودية ووضع دول مجلس التعاون في تقارير التنمية البشرية والانسانية. ويرصد اللواء ممدوح حامد عطية في باب"دراسات وقراءات استراتيجية"، القدرات النووية لإيران والآثار المترتبة على امتلاك طهران الأسلحة النووية بخاصة الآثار البيئية اذا ما تم قصف المنشآت النووية الايرانية أو تدميرها.