سجلت أعداد السياح العرب في سويسرا هبوطاً ملحوظاً، خلال صيف العام الحالي، مقارنة بصيف 2004 بنسبة 12 في المئة بحسب إحصاءات غير رسمية. وفي الوقت الذي اعتذرت فيه هيئة السياحة السويسرية عن تقديم أرقام دقيقة عن مستوى خفض عدد السياح العرب،"لعدم انتهاء الموسم السياحي"، إلا أن مدير المكتب السياحي في جنيف فرانسوا بريان قال ل"الحياة"، إنه كمعدل عام فالسياح العرب وهو مصطلح شائع يعني الخليجيين بشكل خاص يمضون في كل صيف ما بين 120 و150 ألف ليلة في جنيف، من دون بقية المقاطعات السويسرية، وبمعدل إنفاق مرتفع نسبياً يتجاوز 450 فرنكاً 375 دولاراً في اليوم الواحد للفرد الواحد. وتحسب الليلة السياحية لمن ينزل في فندق أو شقة أو بيت سكني يدفع عنه إيجاراً، وهي لا تشمل السياح الذين يقضون عطلتهم الصيفية في سكن خاص بهم. ويمكن إحصاء هؤلاء في حساب عدد السياح الداخلين للبلاد. ويقول بريان، إن الأرقام الأولية المتاحة حتى الآن، تشير إلى خفض بنسبة 10 إلى 12 في المئة من الليالي، التي اعتاد السائح العربي أن يقضيها في سويسرا خلال شهر تموز يوليو، وخفض آخر في معدل الإنفاق لم يتم تسجيل نسبته بعد. لافتاً إلى أنه على رغم أن العامين الماضيين كانا مخيّبين للآمال، إلا أن معدل السياح العرب إلى جنيف، ما زال يتراوح بين الحد الأقصى والحد الأدنى من المعدل العام المُسجّل خلال السنوات العشر الماضية. وإذا ما أخذنا في الاعتبار أن شهري تموز وآب أغسطس من عام 2004، التي تُعتبر سنة عادية، شهدا تسجيل أكثر من 28 و56 ألف حجز، على التوالي، فإن مستوى نفقات السياح الخليجيين تراوحت الصيف الماضي ما بين 12 و25 مليون فرنك. غير أن نسبة السيّاح العرب في مجمل السياحة السويسرية قد خفضت على نحو متواصل خلال السنوات الست الأخيرة لتستقر الآن على ما بين 5 و6 في المئة. أما السبب، بحسب دائرة السياحة السويسرية، فهو تزايد قدوم السيّاح الآسيويين خصوصاً من الصين وكوريا الجنوبية والهند بسبب النمو الاقتصادي المتسارع في هذه البلدان. ويعزو المسؤولون في السياحة أسباب تراجع توافد السياح العرب على اوروبا بشكل عام، إلى الأوضاع السياسية المتوتّرة في المنطقة، وصعوبة الحصول على تأشيرة شينغن الخاصة بدول الاتحاد الأوروبي، ما أدى إلى تفضيل الخليجيين البلدان الأقرب للعادات والتقاليد العربية والإسلامية مثل ماليزياولبنان، وسلطنة عُمان، وإندونيسيا، وتفضيل البعض للمناطق السياحية الرخيصة كسوريا مثلاً، إضافة الى اهتمام دول الخليج بتشجيع السياحة الداخلية. أما رئيس رابطة الفنادق السويسرية أريك كون، فقد رأى ان لبنان كان أكثر هذه البلدان استقطاباً للسياح الخليجيين. وبعيداً من لغة الأرقام تحدث المدير التجاري لفندق بوريفاج ، أحد أقدم وأشهر فنادق جنيف شارل بوفل، عن خفض ملموس في عدد السياح الخليجيين خلال العام الجاري، مقارنة بالعام الماضي. مشيراً إلى زيادة في عدد السياح الروس من الأثرياء الجدد، لكن هؤلاء لا يعوضون السياح العرب. وقال: إذا أردنا التعويض، فيمكن أن نجد ذلك عند السياح الألمان والفرنسيين والبريطانيين. وللسياح العرب عموماً، عادات ثابتة في السياحة حيث يركزون على المشتريات، وباستثناء الشباب، نادراً ما يتوجهون إلى صالات السينما. أما المسارح والمتاحف والحفلات الموسيقية فلا يكاد يعرفها السائح العربي. ووجدت"الحياة"أن معظم السيّاح العرب، لا يعرفون أن متحف جنيف يفتح أبوابه للزوّار مجاناً أيام الآحاد. غير أن السيّاح العرب بدأوا في السنوات الأخيرة يميلون إلى التجول في الربوع السويسرية، خصوصاً المناطق الجبلية الباردة والبحيرات. وعلى رغم إنفاق السياح الخليجيين السخي على المشتريات، كالساعات الثمينة والمجوهرات والعطور، إلا أنهم يميلون إلى العقلانية في إنفاقهم الحياتي اليومي، حيث يلاحظ المقيم في جنيف بسهولة، كثرة انتقالهم إلى المناطق الحدودية من فرنسا لشراء المستلزمات الغذائية الأساسية، لأن أسعارها اقل بنسبة 30 إلى 40 في المئة مقارنة بسويسرا.