للمرة الثالثة تكون بيروت فأل خير على كرة القدم الأردنية، فعام 1997 أحرز منتخبها لقبه الخارجي الأول المتمثل بذهبية الدورة العربية. والعام الماضي، حصد التأهل لنهائيات كأس آسيا. وليل أول من أمس توج الفيصلي بطلاً لمسابقة كأس الاتحاد الآسيوي الثانية، حاصداً أول لقب قاري في تاريخ الأندية الأردنية، اثر فوزه على النجمة اللبناني في اياب الدور النهائي بثلاثة أهداف في مقابل هدفين. وكان حضر الى بيروت وفي جعبته التقدم بهدف من دون رد هو حصيلة فوزه ذهاباً في عمان. وتطلع الفيصلي منذ مستهل المباراة التي أجريت على ملعب المدينة الرياضية بحضور زهاء 18 ألف متفرج الى هدف السبق المباغت، وكان له ما أراد بفضل"مكوكه"خالد سعد، وفي ظل انعدام التقدير الدفاعي عند أصحاب الأرض لا سيما من جانب حسين ضاهر وعلي واصف. وافتتح سعد التسجيل في الدقيقة 20 مفاجئاًً الحارس الاحتياطي عبدو طافح بُعيد دخوله بدلاً من الأساسي وحيد فتال الذي خرج مصاباً. وعززه بثان اثر تلقيه كرة من قائد الفريق حسونة الشيخ فتابعها من دون رقابة الى يمين طافح 60. تقدم الفيصلي مرتين وعادل النجمة مرتين بواسطة قائده موسى حجيج، الذي لم يبلُ تماماً من الزكام والحرارة المرتفعة، فسجل له من ركلة جزاء نتجت عن تعرض علي ناصر الدين للإعاقة 36، ومن تسديدة مباغتة بقدمه اليسرى بعيدة المدى استقرت الى يسار الحارس لؤي العمايرة... والهدفان عموماً لم يكونا انقاذيين للنجمة باعتبار ان التعادل يبقي الفيصلي متفوقاً، لكن الشيخ قضى تماماً على الآمال اللبنانية المتجددة بين الفينة والأخرى نظراً لغاراته الهجومية وضغطه المتواصل، اذ وصلت إليه كرة من حاتم عقل تخطت المدافعين، فتابعها في الشباك اللبنانية. ولعب الفريقان بعشرة لاعبين منذ الدقيقة الپ25 اثر طرد الحكم الدولي السعودي خليل الغامدي هيثم الشبول من الفيصلي وحسين دقماق من النجمة، الأول لانقضاضه الخشن والثاني لرد فعله العنيف تجاه منافسه. عموماً، اعتمد الفيصلي على الهجمات المرتدة مستفيداً من تفوقه ذهاباً، وتكتّل ناشداً السلامة في مواجهة الضغط النجماوي، وتحكّم بمفاصل خط الوسط لقطع أوصال أصحاب الأرض... ولعل نقطة التحول في المباراة كانت اهدار محمد غدار، انشط المهاجمين اللبنانيين، فرصة غالية في مواجهة المرمى الأردني، حين انفرد وزميله ناصر الدين بالحارس العمايرة، وتردد في التمرير إليه ما سهل مهمة العمايرة في قطعها 49، كرة كانت كفيلة بقلب دفة اللقاء وتحويل الخيبة اللبنانية الى فرحة عارمة. ووصف سعد، صاحب الهدفين في بيروت وهدف الفوز ذهاباً، المباراة بالصعبة"لكن فريقنا أثبت تطور الكرة الأردنية ونقلتها النوعية في الآونة الأخيرة".