اعلن برنامج الاممالمتحدة للبيئة في طوكيو أمس ان المياه عادت الى الأهوار في جنوبالعراق التي جفت تماماً خلال عهد صدام حسين، بعد تأهيل نصفها، ما احيا الأمل بتجدد النظام البيئي وعودة سكان المنطقة. وقال مدير البرنامج كلاوس توبفر في بيان يلخص نتائج مشروع التأهيل الذي اطلقته الاممالمتحدة قبل سنة بتمويل ياباني، ان"الجفاف الشبه الكامل للاهوار العراقية في ظل نظام الرئيس السابق، كان بمثابة كارثة بيئية وبشرية كبيرة". واعتبر ان"تأهيل الاهوار سريعاً، اشارة ايجابية ليس فقط الى البيئة والسكان، بل الى السلام وأمن الشعب العراقي والمنطقة بأسرها". وتمنى ان تطبق هذه التجربة في العراق على انظمة بيئية اخرى تعاني مشاكل. لكن مدير البرنامج نبه الى ان"اعادة التأهيل الكامل للاهوار ستتطلب سنوات". وقال ان صوراً التقطتها الأقمار الاصطناعية اظهرت ان المياه عادت الى 37 في المئة من سطح الاهوار، وبلغت نصف مساحتها في الربيع، قبل ان تتبخر في الصيف. ويهدف مشروع"عدن مجدداً"الى اعادة تأهيل الأهوار بواسطة تقنيات بيئية. وبعد قمع الانتفاضة الشيعية عام 1991، جفف نظام صدام حسين مساحات كبيرة من الاهوار، متسبباً في كارثة بيئية وثقافية وانسانية. وكان يعتبر ان معارضين له يختبئون في الاهوار. ونفذ النظام السابق عمليات تجفيف واسعة، وبنى ثلاثين سداً على نهري دجلة والفرات، ودمر الاماكن التي ينبت فيها القصب، ما ادى الى انخفاض مساحة الاهوار من 9000 كيلومتر مربع في السبعينات الى 760 كيلومتراً مربعاً عند سقوط النظام عام 2003. وفي عام 2000 دلت صور التقطتها الاقمار الاصطناعية التابعة لوكالة الفضاء الاميركية ناسا، وارسلت الى الاممالمتحدة، على اختفاء نحو 90 في المئة من الاهوار التي كانت تحتوي على ثروة حيوانية وسمكية نادرة. وبعدما حُرم سكان المنطقة من المياه والطعام سمك، خسروا كل شيء، وأصبحوا لاجئين في مخيمات في محيط مدن الجنوب مثل البصرة والناصرية وكربلاء. ويعيش معظمهم اليوم بعيداً عن أرضه، وفي فقر مدقع.