تباينت خطب الجمعة في بغداد والنجف بين مشيدة بمسودة الدستور وأخرى محرضة على اسقاطها كانعكاس لتباين آراء العراقيين وانقسامهم بشأن هذه المسألة. وقال صدر الدين القبانجي إمام جمعة النجف في خطبته امس "بقيت لنا خطوة اخيرة في الدستور وهي ان ينزل الجمهور الى الشارع ويصوت عليه بنعم او لا. ونحن نستعد للزحف المليوني للتصويت في 15 تشرين الاول اكتوبر المقبل". وانتقد القبانجي مواقف من سماهم "المعرقلين" للدستور وقال: "نتوقع انطلاق صيحات تدعو لتأجيل الاستفتاء او اعادة الانتخابات، وهذا الموقف نفسه كان قبل سنة ونصف السنة" مشيراً الى "استمرار نبرة أجّلوا الدستور، وقد اعتدنا عليها". وتوقع "اختلاق ازمات وأحداث وتهديدات لفرض تأجيل الدستور خلال الاسابيع المقبلة". ودعا قيادات السنة الى الوقوف الى جانب الدستور قائلاً "لا نقول لكم صوتوا بنعم او لا، بل كونوا احراراً في دنياكم ونرجوكم ان تكونوا مع شعبكم". وأبدى القبانجي دهشته من رد فعل بعض دول الخليج من التعامل مع ضحايا مأساتي الكاظمية في بغداد وكاترينا في الولاياتالمتحدة وقال: "قطر تعطي 100 مليون دولار من النفط العربي الى اعصار كاترينا ولم تعط سنتاً واحداً في حادثة جسر الائمة، والكويت اعطت 10 ملايين دولار لحادثة الكاظمية ونصف بليون دولار لاعصار كاترينا". وحذر القبانجي من تهديدات امنية في النجف وقال "تحدثت الاجهزة الامنية عن وجود تحديات امنية بناء على معلومات عن محاولات لاغتيال شخصيات دينية وسياسية، لذا ادعو لجان التحقيق والشرطة والقضاة لاخذ هذه التهديدات بالحسبان". إلى ذلك جدد الشيخ اوس الخفاجي، ممثل الزعيم الديني مقتدى الصدر في مسجد الكوفة، المطالبة بخروج قوات الاحتلال من العراق، مشيراً إلى ان "الخط الصدري لن يتنازل عن مطالبه الوطنية" متهماً السفير الاميركي في بغداد زلماي خليل زاد بممارسة ضغوط لضمان عدم فتح مكتب الشهيد محمد الصدر في النجف. واستنكر الخفاجي دعاوى "اغلاق ضريح الامام الحسين في كربلاء في يوم الزيارة الشعبانية 15 شعبان لتفادي وقوع المشاكل" وقال: "ليس هناك تهديد ارهابي معلن ضد زوار الحسين، لكن هناك تهديد معلن ضد من يشارك في الانتخابات، فلماذا لا تمنعونهم؟ وهل اصبحت صناديق الاقتراع افضل من شباك أمير المؤمنين؟". وفي بغداد دعت خطب الجمعة في المساجد السنية حشد الدعم لرفض الدستور ونددت بالفيديرالية التي "يراد بها تقسيم العراق". وقال الشيخ محمود الصميدعي، إمام وخطيب جامع ام القرى في بغداد، ان "كل الفئات العراقية ترفض مسودة الدستور لما جاء فيه من بنود ستسمح بتقسيم العراق"، مشيراً الى رفض ممثلي عشائر الجنوب الشيعية في "مؤتمر اهل العراق" الفيديرالية الطائفية. وناشد الصميدعي العراقيين عدم تمرير المسودة التي يريد "اعداء العراق تمريرها لضمان مصالحهم في الوقت الذي يدعون فيه محاربتهم الارهاب ويقتلون تحت هذا البند آلاف الابرياء من مختلف الطوائف". وفي المقابل، دعا ضياء الدين الأحمدي، خطيب جامع براثا في بغداد إلى التصويت لصالح الدستور الذي وصفه بأنه يؤمن جميع الحقوق السياسية والقومية للعراقيين. وأكد ان بعض الأطياف السنية تؤمن بالفيديرالية ولا تعترف بمن يدعي انه يمثلها في صوغ الدستور وستسعى إلى قبوله في الاستفتاء العام، مشيراً إلى ان صندوق الاقتراع هو الفيصل في حكم الناس على الدستور. وطالب الحكومة العراقية بتقديم الحقائق التي تتعلق بالقتل العشوائي الذي يتعرض إليه الشيعة في مناطقهم ومحافظاتهم على يد الارهاب وليس آخرها حادثة جسر الائمة.