تنحصر حظوظ لبنان في دورة اثينا الأولمبية ببطل الوثب العالي جان كلود رباط والرامي المقيم في استراليا نضال الأسمر. وتعكس البعثة الرمزية التي تضم خمسة رياضيين احوال الرياضة اللبنانية المتدنية عموماً ولا سيما ألعابها الفردية، في اطار المقارنة مع المستوى العالمي، والتي تجسد الألعاب الأولمبية معياراً جلياً لها. ودأب لبنان على المشاركة في الألعاب الأولمبية منذ دورة لندن عام 1948، وتخلّف فقط عن دورة ملبورن 1956 تضامناً مع الدول العربية واحتجاجاً على العدوان الثلاثي على مصر. ويبلغ رصيده الأولمبي فضيتين أحرزهما المصارع زكريا شهاب في هلسنكي 1952 والرباع محمد خير الطرابلسي في ميونيخ 1972، وبرونزيتين حققهما المصارعان خليل طه في هلسنكي وحسن بشارة في موسكو 1980، والفوز الأخير كان التتويج العربي الوحيد في تلك الدورة. لكن شتان بين الأمس واليوم، لا سيما انه لم يعد جائزاً اعلان المشاركات الكيفية في المسابقات الأولمبية، التي باتت تخضع لتصنيفات فردية وجماعية معقدة، حفاظاً على المستوى المتقدم وخشية "التضخم الكبير" الذي أصابها، وبالتالي باتت مفتوحة للنخبة النخبة مع نفاذ عدد من المؤهلين وأصحاب المواهب الواعدة من خلال "بطاقات الدعوة" عبر الاتحادات الدولية. ويستفيد عدد من الرياضيين اللبنانيين من تقديمات صندوق الدعم الأولمبي الشهرية، واختير من بينهم اثنان فقط للمشاركة في أثينا استناداً الى نتائجهم، هما جان كلود رباط وزميلته العداءة غريتا تسلاكيان 200م. وسمح تصنيف الاتحاد الدولي للسباحة وفي ضوء نتائج بطولة العالم العام الماضي في برشلونة، في اختيار الناشئين غزل جبيلي 18 عاماً المصنفة في المركز ال90 بين مئة سباحة، وعبدالرحمن الكعكي 18 عاماً الذي يتابع دراسته في الولاياتالمتحدة والمصنف في المركز ال103 بين 163 سباحاً. وهما سيشاركان في سباق ال50م حرة. في المقابل، عزز بطل العرب رباط 27 عاماً مند أربعة اشهر رقمه القياسي المحلي بفارق سنتيمترين حين سجل 28،2م، وهو إرتفاع يضعه بين أفضل 15 وثاباً هذا الموسم. وكرر إنجازه مرتين في رومانيا وسونغلا تايلاند، ويطمح الى بلوغ النهائيات الأولمبية في مشاركته الثانية فيها، اضافة الى تطلعه الى تكثيف المشاركات الخارجية في الموسم المقبل، من خلال إنضمامه الى احد الأندية الأوروبية الطليعية. وهو سيحضر الى أثينا بعد خوضه لقاء استوكهولم الدولي. ولا ينقص العداءة الصاعدة تسلاكيان 19 عاماً ثانية البطولة الآسيوية للشابات، وصاحبة الرقم القياسي المحلي 52،24ث سوى كثافة المشاركات الخارجية لتعزيز أرقامها، وتجد في المشاركة الأولمبية الأولى حلماً كبيراً على غرار الكعكي وجبيلي. وتؤهل النتائج التي حققها الأسمر 30 عاماً في عدد من البطولات واللقاءات الدولية، ومنها فوزه على مصنفين عالميين وأولمبيين أمثال الأستراليين مايكل دايموند وآدم فيلا، ان يخرق صفوف المقدمة في أثينا ضمن منافسات الرماية من الحفرة، نظراً الى أرقامه المنتظمة وأدائه الثابت، وأفضلها 122 من 125 طبقاً في بطولة العالم، وإحرازه ذهبية دورة الكومنولث. ويتوقع ان يحصد ميدالية في حال أصاب مجدداً 122 طبقاً، علماً ان أفضل أرقامه الأخرى يبلغ 99 طبقاً من 100 ممكنة. كما يشارك لبنان رسمياً للمرة الأولى في الدورة الأولمبية للمعوقين المقررة الشهر المقبل، بالعداء علي سرور 21 عاماً ضمن فئة الأطراف الاصطناعية، وسيخوض سباقات 200 و300 و1800م. ومن ابرز إنجازاته احراز ذهبيتي ال200 و400م في البطولة العربية في المغرب، والمركز الثاني لسباق 10 كلم ضمن ماراثون بيروت الدولي. ويأمل سرور ان تساعد المشاركة الأولمبية على تسليط الضوء على هذه الفئة من الرياضيين وتقوي الحافز لديهم.