أفاد مسؤولون اسرائيليون للاذاعة الاسرائيلية العامة اليوم السبت ان تطبيق الخطة الاسرائيلية لفك الارتباط من طرف واحد مع الفلسطينيين سيعزز توسيع مستوطنات الضفة الغربية. وأدلى المسؤولون الذين طلبوا عدم كشف اسمائهم بتصريحاتهم ردا على معلومات كشفتها صحيفة "نيويورك تايمز" تفيد ان واشنطن توافق على توسيع "عمودي" لبعض المستوطنات مع استمرارها رسميا في اعلان معارضتها لتوسيع الاستيطان في الاراضي الفلسطينية. وذكرت "نيويورك تايمز في عددها الصادر امس نقلاً عن مسؤولين اميركيين واسرائيليين ان ادارة الرئيس جورج بوش عمدت في سعيها لاعطاء دعم سياسي لرئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون الى تعديل سياستها، بموافقتها على "نمو" بعض المستوطنات اليهودية على الاقل في الضفة الغربية. ويقول اولئك المسؤولون ان الادارة تدعم الآن، بموجب التعديل الاخير في السياسة الاميركية، بناء شقق سكنية جديدة في بعض المستوطنات بشرط الا يمتد التوسيع الى خارج الحدود الحالية للمستوطنات في الضفة الغربية. ولم يجر الاعراب عن هذه السياسة علناً، لكنها برزت الاسبوع الماضي عندما نشرت حكومة شارون عروض مناقصات لبناء 1001 شقة سكنية. وكانت السياسة الاميركية تدعو في السنوات الثلاث الماضية الى "تجميد كل النشاط الاستيطاني" بما في ذلك "النمو الطبيعي" الناجم عن زيادة نسبة المواليد وعوامل اخرى. ونتيجة لذلك الموقف فان الاعلانات عن توسيع المستوطنات كانت توصف من جانب المسؤولين الاميركيين بانها انتهاكات. غير ان مسؤولي ادارة بوش قالوا بعد الاعلان الاسرائيلي الاخير عن توسيع المستوطنات انهم لا يريدون اصدار حكم بعد. وقالت مستشارة الرئيس بوش للأمن القومي كوندوليزا رايس الخميس الماضي رداً على سؤال في المعهد الاميركي للسلام في واشنطن: "الذي طلبناه من الحكومة الاسرائيلية هو ابلاغنا بما يفعلونه". لكنها اضافت في وقت لاحق ان "توسيع المستوطنات لا يتماشى وفهمنا بمقتضى خريطة الطريق". ونقلت "نيويورك تايمز" عن مسؤول في الادارة الاميركية قوله في سياق توضيح تصريحاتها ان قراراً اتخذ هذا الاسبوع بعدم مفاقمة مشكلات شارون السياسية في الوقت الذي يصارع فيه المتطرفين في صفوف حزبه "ليكود" الذين يعارضون خطته لاخلاء جميع المستوطنات الموجودة في قطاع غزة المحتل. واضاف المسؤول نفسه ان التصريحات الاميركية الجديدة في الاسبوع الماضي عكست "قراراً سياسياً سرياً في اتجاه قبول النمو الطبيعي" لبعض المستوطنات. وزادت الصحيفة ان بعض المسؤولين الاميركيين يقرون، اضافة الى ذلك، بأن الرئيس بوش متمنع عن انتقاد اسرائيل خلال حملة اعادة انتخابه التي تعتمد على دعم انصار اسرائيل المحافظين. غير ان هناك ضغوطاً على ادارة بوش من جهة اخرى، وهي ضغوط يقول المسؤولون الاميركيون انها تساعد في تفسير موقف واشنطن العلني المتسم بالغموض. اذ من المقرر ان يلتقي وزير الخارجية الاميركي كولن باول شركاء الولاياتالمتحدة في الرباعية الدولية الشهر المقبل في الاممالمتحدة، ومن المقرر ان يكرر هؤلاء مطالبتهم بان تتوقف اسرائيل عن بناء اي وحدات سكنية جديدة في المستوطنات. لكن مسؤولاً اسرائيلياً اكد ان من المفهوم في اسرائيل وواشنطن منذ بعض الوقت ان في الامكان توسيع المستوطنات "عمودياً". وسترسل الولاياتالمتحدة الشهر المقبل فريقاً فنياً برئاسة مسؤول كبير في دائرة الاستخبارات في الخارجية الاميركية لفحص خطوط حدود مواقع البناء في المستوطنات كذلك مواقع البؤر الاستطانية الصغيرة التي وعد شارون بازالتها. وجدير بالذكر ان بوش قال في الرابع عشر من نيسان ابريل الماضي ان"حقائق جديدة على الارض" تجعل "من غير الواقعي" بالنسبة الى اسرائيل التخلي عن مراكز سكانية كبيرة في الضفة الغربيةالمحتلة. واتهم النائب يوسي ساريد زعيم حزب "ياحد" العلماني الاسرائيلي المعارض اليساري في بيان نشر امس الحكومة الاسرائيلية بأنها "اطلقت مجدداً حركة البناء الكثيفة في المستوطنات مغتنمة حملة الانتخابات الرئاسية في الولاياتالمتحدة لإرباك الادارة في واشنطن".