على رغم الانخفاض النسبي في اسعار اللحوم العراقية في الشهور الأولى التي أعقبت سقوط النظام السابق وبعد انتشار الامراض المعدية التي طاولت الثروة الحيوانية في العراق ودخول كميات كبيرة من اللحوم المعلبة الى الاسواق المحلية الا ان اسعار اللحوم عاودت ارتفاعها بنسبة كبيرة في الفترة الأخيرة. ومع دخول كميات كبيرة من اللحوم المعلبة الى الاسواق العراقية واقبال المواطنين على شرائها لسهولة تحضيرها وانخفاض أسعارها إلا ان التحذيرات التي اطلقتها وزارة الصحة العراقية في شأن عدم صلاحية كميات كبيرة منها للاستهلاك البشري دفعت الكثيرين الى العزوف عن شرائها حيث لا يزال العراقيون يفضلون اللحوم المحلية الطازجة في وجباتهم اليومية. وتلعب عمليات التهريب للثروة الحيوانية عبر المنافذ الحدودية الرئيسسة دوراً كبيراً في ارتفاع اسعار اللحوم العراقية. وتمارس غالبية المهربين نشاطاتهم في مدن العراق الجنوبية والوسطى خصوصاً في البصرة والسماوة مستغلين عجز المفارز الحدودية وعدم قدرة القوات المتعددة الجنسيات السيطرة على الحدود ما أدى الى ارتفاع في نسبة التهريب من العراق واليه. ويشير عدد من بائعي المواشي الى ازدياد عمليات التهريب أثناء الشهور القليلة الماضية بنسبة 85 في المئة. حيث يشتري المهربون اعداداً كبيرة من المواشي من سكان البادية بأسعار مغرية يتم تهريبها وبيعها بالعملة الصعبة في وقت لاحق. وتنتشر غالبية ساحات بيع المواشي على اطراف المدن، ويختار بعض الجزارين الحيوانات المصابة بالأمراض وجزرها على الطرق الخارجية بعيداً عن عيون الرقابة الصحية ما سبب انتشار بعض الامراض بين الناس الذين يتناولون اللحوم المصابة، وأدى الى امتناع الكثيرين عن شراء اللحوم من المجازر المنتشرة على الطرق الخارجية. ويراوح سعر كلغ لحم الخراف بين 5 آلاف و4 آلاف دينار عراقي بينما يصل سعر الكلغ الواحد من لحوم الابقار الى 5 آلاف دينار عراقي. وبالمقارنة مع اسعار اللحوم قبل عام يمكن تلمس ارتفاع الاسعار بنسبة عالية حيث كان سعر الكلغ من لحوم الخراف لا يتجاوز 3 آلاف دينار عراقي في معظم المدن العراقية. ويؤكد عدد من الجزارين ان استهلاك الفرد الواحد من اللحوم ارتفع بشكل كبير مقارنة مع العام الماضي بسبب الاقبال الكبير على شراء اللحوم بعد تحسن الدخل الشهري للاسرة العراقية في عدد من مدن العراق. ويشكو آخرون من صعوبة نقل المواشي الى العاصمة من المدن العراقية بسبب سوء الاوضاع الامنية الذي ادى الى تعرض الكثيرين الى القتل والسلب على الطرق الخارجية سيما ان النسبة الاكبر من المواشي يتم نقلها من مدن وسط العراق وجنوبه لتغذية الاسواق المحلية في بغداد منها.