انقلبت الادوار وتحولت السعودية من المرشحة الأبرز لانتزاع احدى بطاقتي المجموعة الثالثة إلى ربع النهائي إلى "مكافحة" للبقاء في دائرة المنافسة للحاق بركب المتأهلين عندما تلتقي العراق اليوم الاثنين في تشنجدو في الجولة الثالثة والأخيرة من كأس أمم آسيا الثالثة عشرة لكرة القدم. وتلتقي اليوم أيضاً أوزبكستان مع تركمانستان في تشونغ كينغ والاخيرة تملك أيضاً فرصة المنافسة على بطاقة التأهل الثانية في حال فوزها وخسارة العراق أو حتى تعادله مع السعودية. وكان منتخب أوزبكستان أول المتأهلين إلى ربع النهائي بعد أن جمع ست نقاط من فوزين متتاليين على العراق والسعودية بنتيجة واحدة 1-صفر، يليه العراق وله ثلاث نقاط من فوزه على تركمانستان 3-2، ثم تركمانستان بنقطة وتتقدم على السعودية بفارق الأهداف. ومنذ سحب قرعة نهائيات كأس آسيا، انصبت الترشيحات على المنتخب السعودي لحجز إحدى البطاقتين، واعتبر المراقبون أن البطاقة الثانية ستكون بين العراق وأوزبكستان، على اعتبار أن السعودية لها حضورها القوي في البطولة. وتملك السعودية سجلاً رائعاً في كأس آسيا إذ تأهلت إلى المباراة النهائية في الدورات الخمس الاخيرة، واحرزت اللقب ثلاث مرات. أداء غير مقنع لم يكن المنتخب السعودي مقنعاً حتى الآن وافتقد الكثير من لاعبي الخبرة المطلوبة في مثل هذه البطولات الكبيرة، خصوصاً أن عدداً منهم يشاركون فيها للمرة الأولى. وبات فاندرليم تحت الضغط للمرة الأولى منذ تسلمه قيادة المنتخب السعودي بعد مونديال 2002، وسيعتمد على خطة هجومية أمام العراق بالدفع بطلال المشعل ويسري الباشا أو عبد الرحمن البيشي مع ياسر القحطاني منذ البداية لأن لا بديل للسعودية عن الفوز للتأهل شرط تعادل تركمانستان أو خسارتها، أما في حال فوزها فإنها ستضع السعودية في مأزق أيضاً لأنها تتفوق عليها حالياً بفارق الأهداف وسيكون لنتيجة كل منهما الكلمة الفصل في ذلك. ولا يزال فاندرليم يعرب عن ارتياحه لاداء المنتخب رغم النتيجتين السيئتين امام تركمانستان وأوزبكستان، ويعتبر أن أوزبكستان سجلت هدفا من ثلاث فرص بينما اهدر اللاعبون السعوديون العديد منها، مشيرا إلى انه طلب منهم استثمار الفرص التي تتاح لهم امام العراق لان لا مجال للتعويض بعد ذلك. في المقابل، تبدو فرصة العراق افضل لمرافقة أوزبكستان، ويكفيه التعادل شرط عدم فوز تركمانستان لتحقيق ذلك، وقد يعتمد المدرب العراقي عدنان حمد تكتيكا دفاعيا خصوصا في الشوط الاول لانتزاع نقطة التعادل. وسيكون تأهل العراق إلى ربع النهائي انجازا لأنه يشارك بالمنتخب الاولمبي الذي سيتوجه من الصين إلى اثينا مباشرة لتمثيل عرب اسيا في الالعاب الاولمبية. وكان اداء المنتخب العراقي غير مستقر أيضاً في المباراتين الاوليين مع انه تحسن امام تركمانستان فحقق فوزا مثيرا عليها، لكنه لا يزال يرتكب هفوات دفاعية خصوصا في مراقبة المهاجمين في منطقته، وهو ما ادى إلى تسجيل هدف تركمانستان الاول. وتتميز المباراة بين العراق والسعودية بأنهما يلعبان بأسلوب مشابه إلى حد بعيد، كما تبدو اعمار اللاعبين متقاربة جدا، والمنتخبان يجيدان السيطرة على منطقة الوسط وصنع الهجمات وتمرير الكرة من الوسط إلى الجهتين اليمنى واليسرى، وستكون المواجهة بينهما اليوم مصيرية ولا مجال فيها للاخطاء. تركمانستان - أوزبكستان وفي المباراة الثانية التي تقام في التوقيت ذاته في مدينة تشونغ كينغ، من المتوقع أن يريح منتخب أوزبكستان ابرز لاعبيه للدور ربع النهائي الذي بلغه للمرة الاولى في مشاركته الثالثة على التوالي، لكنه يأمل أيضاً الاحتفاظ بصدارة المجموعة وسيحقق ذلك في حال انتزع نقطة التعادل فقط. اما تركمانستان، فستلعب مهاجمة منذ البداية وأثبتت في المباراتين الاوليين انها قادرة على بناء الهجمات الجيدة والتسجيل، وستحاول أن تستفيد من الفرص السانحة امامها بالفوز على أوزبكستان بنتيجة جيدة على امل تعثر العراق لكي تحجز بطاقتها إلى ربع النهائي في مشاركتها الاولى.