لوّح الرئيس الباكستاني برويز مشرف باستخدام القوة في منطقة القبائل على طول الحدود مع أفغانستان في حال فشلت الضغوط الاقتصادية التي فرضها أخيراً في حضّ القبائل على تسليم من لديها من مقاتلي "طالبان" وتنظيم "القاعدة". وقال في مقابلة مع التلفزيون الباكستاني إنه "لا بد لإسلام آباد من أن تتخلص" من المقاتلين الأجانب. وفرضت السلطة الباكستانية الأسبوع الماضي حصاراً اقتصادياً على منطقة القبائل، ومن ضمنها الأسواق الكبيرة الرئيسة جنوب وزيرستان حيث ينشط المقاتلون الأجانب، وهي المنطقة نفسها التي فشل فيها الجيش الباكستاني في تعقب زعماء "القاعدة". وكانت أُطلِقت عملية خاصة في آذار مارس الماضي ذهب ضحيتها 120 شخصاً من بينهم 50 جندياً باكستانياً، من دون أن تأتي ثمارها، ما دفع السلطات إلى اعتقال الكثير من رجال القبائل في محاولة لإجبارهم على إلقاء أسلحتهم ووقف القتال، وتسليم المقاتلين المختبئين في منطقتهم. وإلى جانب الحصار الاقتصادي لجنوب وزيرستان، أفادت تقارير انه جرى حشد المزيد من العناصر الأمنية في وانا عاصمة منطقة القبائل. وقال الرئيس الباكستاني في المقابلة: "علينا التحرك قدماً. وفي حال فشلت مساعينا، لا شك في أن الجواب سيكون عبر التحرك العسكري. أما عن كيفية استخدام العسكر للقوة، فهو أمر يجب تركه للجيش". ونشرت باكستان 70 ألفاً من جنودها على طول الحدود مع أفغانستان لمنع مقاتلي "القاعدة" ومؤيديهم من ميليشيا طالبان من التسلل إلى الأراضي الباكستانية ومهاجمة قواتها. وأكد شهود عيان في وانا أنه جرى نشر قوات باكستانية جديدة في المنطقة نفسها التي دارت فيها معارك في آذار الماضي. كما شوهدت أسلحة ثقيلة ومروحيات عسكرية. القبائل ومطاردة المقاتلين وفي سياق متصل، أطلقت القبائل الباكستانية أمس عملية واسعة لملاحقة المقاتلين الأجانب، في أعقاب قرار اتخذته قبيلة أحمد زاي وزير في وانا. وكان مجلس القبيلة عقد اجتماعاً الجمعة عجز عن إصدار قرار في أعقابه حول كيفية التعامل مع المقاتلين الأجانب لعدم اكتمال النصاب. وأعقب ذلك إرسال عدد من زعماء القبيلة ومئات من رجالها إلى منطقة شاكاي، وعقد اجتماع آخر أمس تقرر في أثره بدء العملية العسكرية ضد العناصر الأجنبية. وقاطعت قبيلة يارجولخيل العملية "باعتبارها سبب المشكلات المتعلقة بالأجانب"، بحسب ما أعلن مالك با خان ومالك شيرين جان من وجهاء قبيلة أحمد زاي وزير. كشمير على صعيد آخر، حض الرئيس مشرّف الحكومة الهندية الجديدة على البحث عن سبل لحل الخلاف في كشمير المتنازع عليها، لافتاً إلى أن الاتصالات التي اجراها في وقت سابق مع زعيمة حزب المؤتمر الحاكم سونيا غاندي ورئيس الوزراء الهندي مانهومان سينغ كانت "إيجابية" وتصب في إطار مساعي السلام. الجدير ذكره أن الهندوباكستان ستلتقيان في 27 و28 من حزيران يوليو الجاري لمناقشة مسألة السلام وغيرها من الأمور العالقة. وقال مشرف إن البلدين يدركان أنهما غير قادرين على السيطرة على الهيمالايا، جزء كشمير غير الخاضع لسلطتهما ومصدر خلافات الدولتين منذ عام 1947، باعتبار أن كلاً من نيودلهي وإسلام آباد تدعي انه جزء من أراضيها. وأضاف: "إذ أصر كل منا على التشبث برأيه لن نتمكن من حل المسألة أبداً. لذلك، علينا التحرك لإيجاد حل". غربيون تقطعت بهم السبل في إطار منفصل، أكدت مصادر ديبلوماسية ألمانية أمس ان نحو 50 سائحاً غربياً، من بينهم مسؤولان ألمانيان لدى وزارة الخارجية وعائلتاهما وبريطانيان وعدد من رعايا دول أوروبية أخرى، تقطعت بهم السبل في مدينة جيلجيت في شمال باكستان. وما زالت السلطات تبحث في الترتيبات اللازمة لإعادتهم إلى العاصمة إسلام آباد. وتقطعت السبل بالسياح بعد حظر التجول الذي فرض في المدينة منذ الخميس، في أعقاب أحداث شغب نتيجة الفشل في التوصل إلى اتفاق حول ما يعرف "بمشكلة المناهج الدراسية" مع السلطات المحلية، ما أسفر عن مقتل رجل وإصابة أربعة من الجنود وقوات الأمن.