4500 في "أبو غريب" و11 الفاً في بقية سجون العراق . الكونغرس آخر من يعلم بفضيحة التعذيب وانتقادات لبطء تدخل البنتاغون

اثارت فضيحة تعذيب اسرى عراقيين في سجن ابوغريب على ايدي جنود اميركيين، استياء واسعاً في الكونغرس الاميركي، حيث طالب مسؤولو الحزبين الجمهوري والديموقراطي بجلسات استماع علنية، لتسليط الاضواء على هذه القضية.
وقال زعيم الاقلية الديموقراطية توم داشل: "من الضروري ان يتحدث مجلس الشيوخ عن هذه المشكلة، ويوجه رسالة واضحة، عبر قرار او وسيلة تعبير جماعية اخرى عن اشمئزازه ونفوره"، مشدداً على "أهمية التمسك بالقوانين الدولية لحماية حقوق الانسان". واضاف: "علينا ان نقول للمجتمع الدولي ان اميركا ليست كذلك"، مطالباً الكونغرس ذا الغالبية الجمهورية بإدانة الممارسات في شكل قاطع.
أما زعيم الغالبية الجمهورية السناتور بيل فريست فاعتبر ان "الاعمال المهينة" تستحق الادانة الشاملة". وقال السناتور الجمهوري جون وارنر، رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ، بعد جلسة استماع مغلقة عقدت على عجل، وادلى خلالها عدد من مسؤولي البنتاغون بأقوالهم، وبينهم الجنرال جورج كاسي مساعد رئيس هيئة الاركان: "انا قلق جداً". وشدد على رفض "السماح بأن تشوه القضية المأسوية خدمة بقية الرجال والنساء في قواتنا المسلحة الذين يؤدون مهماتهم المهنية، اينما كان في العالم"، مذكراً بأن "السلطة المدنية تسيطر على الجيش، بحكم الدستور".
ووعد بجلسات استماع اخرى في القريب العاجل، فيما طلب السناتور داشل بأن يحضر وزير الدفاع دونالد رامسفيلد الى مجلس الشيوخ قبل نهاية هذا الاسبوع، ليشرح موقفه.
ورأى السناتور الديموقراطي كارل ليفين، المسؤول الثاني في لجنة القوات المسلحة، أن "الاعمال الدنيئة" لبعض الافراد "تعرض للخطر امن جميع العسكريين الاميركيين اثناء عملهم، وكذلك امن الولايات المتحدة". واكد ان "لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ برئاسة السناتور وارنر، مصممة على فتح تحقيق معمق وكامل بسرعة، لتحديد حجم هذه الوقائع ومعرفة هل تذهب ابعد من كونها مجرد احداث محددة، وصلت الى مسامعنا".
السناتور الجمهوري جون ماكين، وهو اسير حرب سابق في فيتنام، أعرب عن أسفه الشديد لعدم ابلاغ الكونغرس بفضيحة الاسرى العراقيين التي يحقق فيها البنتاغون منذ كانون الثاني يناير الماضي. وقال: "لا تمضي ساعة من دون ظهور تهمة جديدة، وللأسف ابقي الكونغرس عموماً ولجنة القوات المسلحة خصوصاً في جهل مطبق حتى اليوم".
واستهجن السناتور الديموقراطي جوزف بينغمن عدم تحرك كبار المسؤولين في وزارة الدفاع بسرعة اكبر حيال الفضيحة. وأكد لشبكة "ان بي سي" ضرورة معرفة "من ابلغ وزير الدفاع ورئيس هيئة اركان الجيوش والرئيس جورج بوش بهذه الوقائع المريعة".
وفي السياق ذاته قال السناتور الجمهوري تشاك هاغل لشبكة "ان بي سي" ان "الاحداث تثير مسألة اخطر بكثير، هي معرفة هل الاعمال التي ارتكبها عسكريون تعكس بيئة وثقافة معينة سمحتا بها، بل حتى شجعتاها". واستدرك: "علينا ان ننظر الى ما وراء الجندي البسيط، لرؤية من هو المسؤول، وعلى الكونغرس ان يبحث في هذه القضية بجدية كبيرة".
وعقدت لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب ليل الثلثاء ايضاً اجتماعاً مغلقاً مع مسؤولي البنتاغون. ان الادارة الاميركية فوجئت بردود الفعل والمضاعفات التي اثارتها صور جنود اميركيين يمارسون اساليب التعذيب بحق اسرى عراقيين.
وامام تزايد حملة الانتقادات الدولية والعربية، بدأت الادارة الاميركية تكثر التصريحات، في محاولة لتخفيف وقع الفضيحة.
وكان رامسفيلد الذي ظل متحفظاً قال ان "اعمال الجنود الذين ظهروا في الصور، غير مقبولة وغير اميركية قطعاً". واضاف وهو يحاول بصعوبة اخفاء ارتباكه: "لست محامياً ولدي انطباع بأن الاتهامات تتعلق في هذه المرحلة بتجاوزات، وهذا مختلف تقنياً عن التعذيب".
واعلن وزير الخارجية الاميركي كولن باول في مقر الامم المتحدة ليل الثلثاء "العدالة ستأخذ مجراها" في التعذيب، في حين أكد الناطق باسم البيت الابيض سكوت ماكليلان ان البنتاغون "يدرس بتعمق نظام السجون برمته، للتأكد من عدم وجود مشكلة منهجية" في هذا الاطار. واعلن مسؤول عسكري اميركي بارز عن 35 حالة تعذيب أدت إلى وفاة 25 في مراكز الاعتقال الأميركية في العراق وافغانستان. وتتواصل خمسة تحقيقات. وفي سجن ابو غريب القريب من بغداد 4500 معتقل، فيما يُحتجز 11 ألف معتقل في سجون اخرى في العراق.