طغت على الاجتماعات التي عقدها وزراء الخارجية العرب امس لاعداد القمة منافسة تونسية جزائرية اعادت المراقبين الى اجواء المواجهات بين الجمهور الجزائري وقوات مكافحة الشغب التونسية في مدينة صفاقسجنوب خلال مباريات كأس افريقيا للامم الشهر الماضي والتي تركت جراحاً لم تندمل حتى الآن. بدأ الاحتكاك من "اشاعة" طلب تأجيل القمة التي نسبت للرئيس عبدالعزيز بوتفليقة الذي قال في تصريحات ادلى بها لقناة "العربية" الفضائية امس ان بلداناً عربية لم يسمها "ارادت تأجيل القمة لكن الجزائر على رغم الانتخابات المقررة في الثامن من الشهر المقبل مستعدة للمشاركة فيها". ورد وزير الخارجية التونسي بن يحيى في شدة على التلميح الى احتمال التأجيل مؤكداً انه "غير وارد" من دون الاشارة الى تصريحات بوتفليقة، فيما ذكرت مصادر تونسية مطلعة ل"الحياة" ان تونس "مصرة على عقد القمة بمن حضر". وتأكد هذا الاصرار بعد الاعلان في الرياض عن ان الامير عبدالله لن يشارك في القمة. وعادت المنافسة التونسيةالجزائرية لتطفو على السطح مجدداً عندما اقترح الجزائريون ارجاء بعض الملفات المعروضة على القمة الحالية الى القمة المقبلة المقررة في الجزائر، واستطاعوا اثارة اخذ ورد في شأن ارجاء البحث في ملف اصلاح مؤسسات العمل العربي المشترك، الا ان التونسيين اصروا على البحث في كل الملفات في القمة الحالية. وفيما لم يفصح اي بلد عن رغبته بتأجيل القمة او ارجاء بعض الملفات للقمة المقبلة، بدا الصوت الجزائري المرتفع، في الاجتماعات والتصريحات على السواء، كما لو انه تعبير عن منافسة مغاربية مغاربية على احتضان العمل العربي المشترك ونوع من التدافع "لأخذ" اكبر عدد ممكن من الملفات على خلفية استضافة تونس الجامعة العربية ومؤسساتها بين السنتين 1979 و1990 وسعي الجزائر للعودة في قوة الى ساحة السياسة العربية منذ وصول الرئيس بوتفليقة الى سدة الحكم. ومثلما انتهت الدورة الاخيرة لكأس افريقيا لكرة القدم بمنافسة مغاربية مغاربية بين منتخبي تونس والمغرب فيما تحول الافارقة الآخرون الى متفرجين، يبدو ان اجتماعات الجامعة العربية في مستوى القمة باتت مسرحاً لسباق تونسي جزائري على توزيع الملفات الرئيسية المطروحة حالياً على العرب بين قمتي تونسوالجزائر، فيما اظهر العرب الآخرون رغبة بتجاوز التجاذب الى وضع مشاريع قرارات في الملفات الاساسية لعرضها على الملوك والرؤساء بعد غد.