لمدة قرن كامل حافظ الاسبرين على صورة سحرية باعتباره الحبة الصغيرة التي تقدر على فعل الكثير. فقبل بضع سنوات، بينت الدراسات ان الاسبرين يقي من الذبحة القلبية والسكتة الدماغية وتخثر الدم وغيرها. وأخيراً، خلصت دراسة أشرفت عليها مجموعة عمل خاصة بوزارة الصحة الاميركية في الولاياتالمتحدة، الى ان تناول حبة من الاسبرين يومياً يخفض من الاصابة بالذبحة القلبية بمعدل 28 في المئة لدى الرجال فوق عمر 48 سنة، وكذلك لدى النساء في سن ما بعد توقف الطمث. ومع كل هذه القدرات، فان الاسبرين هو دواء رخيص ومتوافر في كل مكان. ويكلف كل مئة يوم من العلاج اليومي به اقل من 5 دولارات. في الآونة الاخيرة، ظهر بعض الدراسات الذي يشكك في هذا الدواء السحري. واشارت دراسة من جامعة هارفارد الى وجود علاقة بين التناول اليومي للاسبرين وسرطان البنكرياس.واستندت الدراسة الى معلومات جُمِعَت من عينة اجتماعية واسعة. فقد راقبت العادات الغذائية والصحية لما يزيد عن 88 ألف ممرضة اميركية لمدة ثمانية عشرة شهراً وسجلت بينهن حدوث 161 اصابة بسرطان البنكرياس. وبعدالتدقيق في تلك الحالات، تبين ان الممرضات اللاتي اعتدن تناول الاسبرين اكثر من مرتين اسبوعياً كن اكثر اصابة من غيرهن بنسبة 58 في المئة. في المقابل، ظهرت دراسات اخرى تناقض نتائج هذه الدراسة. فقد أجريت دراسة على النساء في ولاية ايوا الأميركية شملت 28 الف امراة، جُمعت المعلومات الصحية عنهن. وتبيَّن ان الاسبرين ساهم في خفض الاصابة بسرطان البنكرياس بمعدل 43 في المئة. اضافة الى ذلك، أشار المركز الاميركي للسرطان الى ان معدل اصابة النساء بسرطان البنكرياس ضعيف اصلاً، بحيث انه لو تضاعف لما وصل الى حدود 2 في المئة. واستنتج خبراء في السرطان ان العلاقة بين الاسبرين والورم الخبيث في البنكرياس غير مؤكدة. وبحسب هؤلاء، فان للاسبرين مفاعيل ايجابية مؤكدة مثل خفض الاصابة بالامراض القلبية، القاتل الاول للنساء، وكذلك خفض الاصابة بسرطان القولون: ثالث سبب للوفيات بين الاميركيات. وهناك سبب آخر للخوف من الاسبرين، فهو ليس صالحاً للجيمع. تقاوم بعض الاجسام اثره الايجابي بحيث انها لا تستفيد منه ابداً. ففي العام الحالي، سَجَّل بحّاثة في جامعة شيكاغو ان اعطاء المقدار نفسه من الاسبرين للجميع قد لا يكون مفيداً. فقد يحتاج البعض الى جرعة اكثر او اقل لوقايتهم من الذبحات الصدرية او السكتة الدماغية.