هل سيترشح الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة أم لا لولاية رئاسية جديدة في الجزائر؟ هل يرغب في هزم منافسيه على الرئاسة، أم أنه يريد فقط شغل بالهم من دون أن يتقدم إلى الاستحقاقات المقررة في نيسان أبريل المقبل؟ تثير هذه التساؤلات اهتمام الأوساط السياسية والإعلامية وحتى الديبلوماسية خصوصاً بعدما ألغى مساعدو الرئيس الجزائري مجدداً حفلة استقبال كانت مقررة صباح اليوم السبت في فندق الأوراسي في العاصمة لإعلان ترشحه رسمياً لولاية رئاسية ثانية. وكانت مجموعة من الشخصيات تلقت، مساء الأربعاء، دعوة رسمية جاء فيها "يتشرف رئيس الجمهورية بدعوتكم لحضور حفل استقبال لإعلان الترشح لعهدة رئاسية ثانية يوم السبت 7 شباط فبراير الساعة الحادية عشرة صباحاً في فندق الأوراسي". الإلغاء الذي أبلغه شفوياً مدير العلاقات العامة في الرئاسة صالح إبراهيمي للضيوف والمدعوين، صباح الجمعة، جاء ليعمق الشكوك في شأن النيات الحقيقية للرئيس الجزائري في الترشح لولاية جديدة. وهذه ليست المرة الأولى التي يعلن فيها محيط الرئيس بوتفليقة ومستشاروه "إعلاناً وشيكاً" لترشحه لولاية جديدة خلال زيارته إلى هذه الولاية أو تلك، لكنه يعمد إلى إلغائه من دون تقديم توضيحات. وفي هذا الإطار، تحدث وزير الداخلية الجزائري نورالدين يزيد زرهوني عن المستقبل السياسي للرئيس بوتفليقة، خلال ندوة صحافية عقدها على هامش زيارة رئيس الجمهورية لولاية أدرار 800 كلم جنوبالجزائر، وقال انه سيكسب الانتخابات "إذا ترشح لها". وقال إن لرئيس الجمهورية أجلاً يمتد الى غاية 22 شباط فبراير لاستدعاء الهيئة الناخبة. لكن تأخير استدعاء الهيئة الناخبة الى ذلك الأجل يثير شكوكاً في التاريخ الذي كان أعلنه بوتفليقة في الاجتماع الأخير لمجلس الوزراء الذي كشف فيه ان الانتخابات الرئاسية ستجرى في 8 نيسان. ويقوم بوتفليقة حالياً بجولات على الولايات تستمر حتى 23 شباط. وهو لم يتلفظ خلالها بكلمة واحدة عن مستقبله السياسي واعتاد في كل مرة تتلى أمامه لوائح الدعم والمساندة في الولايات ان يلتزم الصمت أو يرد بابتسامة محتشمة. وعندما سأله صحافي فرنسي، قبل أشهر، عما إذا كان يرغب في ولاية جديدة، رد قائلاً: "لا أشعر بالتعب ولا أجد شيئاً آخر أنفع به شعبي. لكن في كل حال سأعلن عن ذلك في الوقت المناسب".