أمضى المرشحان للرئاسة الأميركية جورج بوش وجون كيري، آخر 16 ساعة في الحملة الانتخابية، والتي حملت عنوان "الحرب على الإرهاب"، في تسابق للفوز بست ولايات متأرجحة، في وقت أظهرت آخر استطلاعات الرأي تعادل فرص كل منهما. وشملت جولة بوش الأخيرة ولايات: أوهايو وبنسلفانيا وويسكونسن وآيوا ونيو مكسيكو متأرجحة ودالاس، فيما جال كيري في فلوريدا وويسكونسن وميتشيغان وأوهايو. وكان آل غور المرشح الديموقراطي لانتخابات عام 2000، فاز في ويسكونسن وبنسلفانيا. أما أوهايو، فما من مرشح جمهوري نجح في الوصول إلى البيت الأبيض من دون الفوز فيها. استطلاعات اليوم الأخير وبالتزامن مع ذلك، نشرت صحيفة "يو أس آي توداي" وشبكة "سي أن أن" الإخبارية ومعهد غالوب، آخر استطلاع لها قبل التوجه إلى صناديق الاقتراع، تجلى فيه تقارب في حظوظ المرشحين في الولايات المتأرجحة. وحصل بوش على 49 في المئة من الأصوات، في مقابل 47 في المئة لكيري. في المقابل، أجرت الولايات المذكورة استطلاعات مستقلة في أوساط الناخبين المحتملين، جاءت نتائج اثنتين منها عكسية. ففي ويسكونسن تقدم بوش على كيري بثماني نقاط، فيما تقدم كيري في مينيسوتا بثماني نقاط مماثلة. أما في الولايات المتبقية، فتقدم بوش بنقطتين في آيوا، وأربع في بنسيلفانيا، وأربع في أوهايو، وثلاث نقاط في فلوريدا. وفي أوساط الناخبين المسجلين، بدت النتائج قريبة نسبياً ما عدا بنسيلفانيا حيث تقدم كيري بنقطتين. من جهتها، رأت صحيفة "واشنطن بوست" أن المرشحين متعادلان بنسبة 48 في المئة من أصوات الناخبين المحتملين. وكشف معهدا "زغبي" و"أميركان ريسرتش غروب" نتيجة مماثلة، فيما تعادل المرشحان بنسبة 46 في المئة بحسب استطلاع "فوكس-أوبينيون داينامكس". كما تقدم بوش نقطة في استطلاع "أن بي سي -وول ستريت جورنال" 48-47. وفي استطلاع "نيويورك تايمز-سي بي أس نيوز"، تقدم بوش بنسبة 49 في مقابل 46 في المئة لكيري، بينما سجل معهد "بيو" تقدماً لبوش نسبته 48 -45. أما في استطلاع خصصه مركز "زغبي" وخدمة "روك ذا فوت" عبر الخلوي للناخبين المحتملين الشباب بين 18 و29 عاماً، فتقدم كيري على بوش بنسبة 55 في المئة في مقابل 40. ولا يحق قانوناً اعتماد استفتاء الهاتف المحمول في الاستفتاءات. أما رالف نادر، فحصل على 1.6 في المئة من الأصوات، فيما أعلن أربعة في المئة عدم اتخاذهم القرار بعد. حرب من أجل البقاء وقد تكون نسبة المشاركة عاملاً حاسماً، فيما تشير التحقيقات إلى أنها ستفوق بكثير المشاركة عام 2000. وعلى رغم العداء المتبادل بين المرشحين، فإنهما يتفقان على أمر واحد، وهو رؤية كل منهما للعالم من منظار مختلف عن الآخر. ويشعر بوش بالراحة على رغم المجازفة، علماً أن مستقبله السياسي أصبح معلقاً في الميزان. وقال لتلفزيون "أن بي سي" إنه يأمل في أن يعلن اسم الفائز "بصرف النظر عمن يفوز فينا" لتفادي إعادة إحصاء الأصوات كما حدث عام 2000"، بينما قال كيري في مقابلة مع شبكة "آي بي سي" أمس: "سأطارد الإرهابيين وأعتقلهم وأقتلهم، وأعتقد بأنني سأشن حربا على الإرهاب أكثر فاعلية بكثير من بوش". ويبدو بوش في وضع هش إذ تراجعت شعبيته الى ما دون الخمسين في المئة، بعد نسب الشعبية الهائلة التي حققها إثر اعتداءات 11 أيلول. غير أن غالبية الأميركيين تعتقد بأن الرئيس الحالي مؤهل أكثر للتغلب على الإرهاب وإخراج البلاد من المأزق العراقي. على صعيد آخر، نشط ديك تشيني نائب الرئيس الأميركي في هاواي، إذ طلب من الناخبين هناك أن يعطوا المرشح الجمهوري أصواتهم ليساعدوه على الانتصار في ولاية تصوت عادة للحزب الديموقراطي. الكونغرس وتقترن الانتخابات الرئاسية بانتخابات أخرى في بعض الولايات، إذ يصوت نحو 156 مليون ناخب مسجل لتعيين أعضاء في الكونغرس حيث غالبية جمهورية في المجلسين و11 حاكماً، فضلاً عن مجموعة من الاستفتاءات المحلية في عدد من الولايات. ويبدو أن الجمهوريين أوفر حظاً في الفوز والاحتفاظ بهيمنتهم على مجلس النواب بالاستفادة من مزايا وجودهم في المجلس.