سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مشاركة ناجحة في "سوق السياحة العالمية" وتوقع المزيد من الانجازات . وزير السياحة السوري سعد الله آغا القلعة ل "الحياة": اتخذنا قرارات لزيادة عدد السياح ... وفتح مجالات الاستثمار
ترأس وزير السياحة السوري سعدالله آغا القلعة الوفد السوري الذي شارك في "سوق السياحة العالمية" الأسبوع الماضي في العاصمة البريطانية. واستقطب الجناح السوري في المعرض زائرين على مدار ثلاثة أيام، حيث كان هناك مبعوثون من وزارة السياحة السورية ومندوبو شركات سياحية في سورية. "الحياة" التقت القلعة وسألته عن المشاركة السورية في "سوق السياحة العالمية" وعن تطور السياحة السورية بشكل عام. كيف وجدتم معرض "سوق السياحة العالمية" هذا العام؟ - هذا المعرض من أهم المعارض على مستوى العالم، بالإضافة الى معرض برلين. ونحن مهتمون كثيراً به لأننا مهتمون بزيادة عدد السياح البريطانيين الى سورية. طبعاً السوق الألمانية حالياً أهم بالنسبة الى السوق السورية فعدد الزائرين من المانيا يزيد مئة في المئة عن الذين يأتون من بريطانيا، لذلك نحن مهتمون بالتركيز على معرض لندن لأنه يتيح لنا أن نزيد عدد السياح القادمين من بريطانيا نظراً الى مشاركة هذا العدد الهائل من الدول والشركات. هل تركز وزارة السياحة السورية اليوم على السياحة البينية أم على السياحة من كل أرجاء العالم؟ - حتى الآن تعتبر سياحة سورية الأساسية هي السياحة العربية. ففي الأثني عشر شهراً الماضية دخل الى سورية حوالى 6 ملايين زائر، منهم 2.9 مليون من السياح والباقي من دول الجوار حيث يقضون يوماً واحداً في سورية فقط. ومن هؤلاء ال 2.9 مليون 78 في المئة هم من السياح العرب و22 في المئة فقط من الأجانب. وتركيزنا حتى الآن على السياحة العربية البينية أولاً لأن سورية مقصد أساسي للسياحة العربية نتيجة المناخ والتاريخ والمقومات السياحية، وأيضاً لأن سورية لا تطلب أي تأشيرة دخول من العرب. ورغبة منا في زيادة عدد السياح الأوروبيين بدأنا منذ عام التركيز على السياحة الأوروبية، وإعطاء تأشيرات الدخول المجانية في المطار وعلى الحدود للسياح من أوروبا ومن جميع أنحاء العالم. هذا القرار هو نتيجة توجهنا الى السياحة الأوروبية لانعكاساتها الاقتصادية وكذلك لانعكاساتها الاعلامية والسياسية لإدراكنا بأن السياحة أداة حوار بين الشعوب. ونحن بحاجة لإبراز الصورة الحضارية للمنطقة العربية عموماً ولسورية خصوصاً بكل ما نملكه من مقومات تاريخية وحضارية والضيافة والأمن الذي نعيش فيه. وإذا استطعنا جذب مئات الآلاف من السياح الأوروبيين لكي يأتوا ويطلعوا على هذا الواقع فلا شك في أنهم سيعودون وقد غيّروا من أفكارهم التي تسوق للأسف أحياناً ضد المنطقة العربية في الصحف ووسائل الاعلام الأجنبية. وعندما يأتون سيمارسون الحوار الحقيقي مع الحضارة وسيكتشفون ان سورية هي البلد الذي ولدت فيه الحضارات. هل هذا برأيك السبب الذي دفع الدول العربية للعمل على تطوير السياحة؟ - توجد أسباب عدة، هناك بُعد اقتصادي وبعد إعلامي وبُعد سياسي وبالتالي نحن قررنا دخول مجال السياحة والمشاركة في المعارض الدولية مثل معرضي برلينولندن. وبدأنا بدعوة وكالات السياحة والسفر حول العالم لزيارة سورية للإطلاع على حقيقة المنتج. كما دعونا صحافيين من مختلف أرجاء العالم ليتعرفوا على سورية، وأخيراً حضر 80 صحافياً أوروبياً حفل افتتاح مهرجان "طريق الحرير" في طرطوس. السياحة الإلكترونية الى أي درجة ساهمت الإنترنت في الترويج للسياحة السورية، خصوصاً بعد إطلاق الموقع الالكتروني لوزارة السياحة السورية؟ - موقع الوزارة عبارة عن بنك معلومات عن سورية بثلاث لغات عربية وانكليزية وفرنسية يضم كل ما يحدث في سورية من قوانين استثمار أو أحداث سياحية أو حملات ترويجية. وبدأنا وضع كل المقالات التي تنشر عن سورية في الصحف الأوروبية بعدما أصبح عددها كبيراً جداً ورصدنا لها مجالاً خاصاً على الموقع وبلغتها الأصلية ليقرأ الأوروبيون ما كتب إبن بلدهم عن سورية ما يجعلهم أكثر ثقة بأن المنتج السياحي السوري جيد وأن البلد آمن ومستقر. وسنطلق قريباً جداً حملات إحصائية لآراء السياح في العالم الذين زاروا سورية وقدموا انطباعاتهم. أعلنتم أخيراً أن نسبة السياح العام الماضي ازدادت بنسبة حوالى 50 في المئة عن العام السابق له، فما أسباب هذا الارتفاع؟ - توجد أسباب عدة. الزيادة الكبيرة هي من السياحة العربية، فبعد أحداث أيلول سبتمبر عام 2001، تحوّل السياح العرب بشكل عام عن الدول الأوروبية نتيجة الإجراءات الأمنية وغيرها وتوجهوا الى السياحة البينية، فسورية تأتي في رأس القائمة للسياحة العربية نتيجة تقاليد قديمة. ونظراً الى ارتباطنا البري مع كل دول الخليج يأتي السياح بالسيارات بشكل عائلي ويقيمون وكأنهم في بلدهم. تقليدياً كان السياح العرب يقصدون بلودان والزبداني لكنهم اكتشفوا الآن الساحل السوري الذي يضم مناطق جميلة تماثل، إن لم تكن تفوق، أجمل المناطق في أوروبا. شهدنا هذا العام في مناطق مثل كسب أعداداً هائلة، ولذلك أصبحت الآن مشكلتنا زيادة قدرتنا الاستيعابية الفندقية وغيرها. وماذا عن السياحة غير العربية؟ - بالنسبة الى السياحة الأوروبية وغيرها، بدأنا منذ العام الماضي السماح بالحصول على تأشيرة الدخول في المطار، وهذا ما غيّر بشكل أساسي النظرة الى سورية. فالأوروبي عندما يرى أن معاملة تأشيرة الدخول تستغرق اسبوعاً أو أسبوعين يستنتج ان هذه الدولة لا تريد سياحة. وعندما يعرف أنه إذا قرر السفر اليوم واتصل بوكالة سفر في بلده فسيجد التأشيرة مجانية في المطار من دون الذهاب الى السفارة، تصبح هذه رسالة من سورية بأنها اعتمدت السياحة صناعة تستراتيجية. وهذا كله يغّير النظرة الى سورية. وكذلك بدأنا نظهر في كتيبات وكالات السياحة والسفر العالمية بعدما تستضفنا مندوبيها، ونظهر كمقصد سياحي واعد خصوصاً أن منتجنا مختلف لأننا لا نقدم للأوروبيين الشاطئ، فنحن لا ننافس جزر الكاريبي، وإنما نقدم جذور الحضارة والتراث والمناطق الأكثر قدماً في العالم، عمرها أكثر من 12 ألف سنة. ولذلك قال أمين متحف اللوفر في باريس، أندريه بارو: "لكل إنسان في هذا العالم وطنان، وطنه الأم وسورية". ولا تستطيع دول أخرى تقديم ذلك. مشاريع مستقبلية ما هي المعيقات التي تقف في طريق ازدهار السياحة في سورية؟ - أهم الاحتياجات، ولا نراها معيقات، هي ضرورات التنسيق بين الدوائر. ركزنا على الترويج العام الماضي، لكن الاستثمار يحتاج الى تكاتف جهود عدد من الجهات وليس وزارة السياحة فقط. فالمجلس العالي للسياحة، برئاسة رئيس الوزراء وعضوية ثمانية وزراء معنيين بالسياحة، عقد اجتماعاً استراتيجياً في 22 أيلول الماضي ترأسه الرئيس بشار الأسد، وكانت هناك توجيهات واضحة في وضع الآليات اللازمة للتنسيق بين جميع الجهات المعنية، وأيضاً اتخاذ القرارات لتحقيق النقلة النوعية التي نريدها في الاستثمار وتكامل عناصر إنجاح السياحة. ومنذ ذلك الاجتماع صدرت عشرات القوانين نتيجة لاجتماعات لاحقة. ولم تكن وزارة السياحة تحلم في يوم من الأيام بأن تصدر هذه القرارات في أقل من شهرين. ولا بد من أن نشير الى إصدار قانون 65 لإحداث غرف السياحة في سورية كأطر تنظيمية لعمل القطاع الخاص الذي هو شريك لنا في هذا القطاع الاستراتيجي. ما أبرز المشاريع السياحية التي يتم التحضير لها للأعوام المقبلة؟ - كثير من المشاريع سيكون جاهزاً العام المقبل مثل افتتاح فندق "شيراتون صيدنايا" و"شيراتون حلب" و"فورسيزون دمشق"، بالإضافة الى منتجع سياحي على الساحل السوري سيكون جاهزاً نهاية العام المقبل وقرية النخيل قرب دمشق. لكننا نعتقد بأن ذلك لم يعد كافياً لتلبية الطلب العالي على السياحة في سورية لذلك جهزنا في وزارة السياحة 98 موقعاً وخطة للعرض في سوق الاستثمار التي نقيمها بين 23 و25 نيسان ابريل العام المقبل وندعو اليها كبار المستثمرين من جميع أنحاء العالم. وسنطرح نظام استثمار سياحياً جديداً قبل سوق الاستثمار. ونتوقع النجاح بعد النقلة النوعية في عدد السياح هذا العام ونأمل في تجاوز رقم الثلاثة ملايين زائر. وأريد أن أوجه دعوة عن طريق "الحياة" للإخوة العرب أن يأتوا الى سورية التي نراها على رأس قائمة المقاصد السياحية العربية، وندعو المستثمرين العرب ليبدأوا منذ الآن الاهتمام بسوق الاستثمار، ونأمل في أن يشاركوا بفعالية بهذه الانطلاقة الكبيرة للسياحة السورية.