أظهرت الجولة الثانية الحاسمة للانتخابات المحلية في جمهورية صربيا التي أجريت أمس، منافسة شديدة بين الموالين للغرب والقوميين المتشددين، فيما هيمنت الأحزاب العرقية الاسلامية والصربية والكرواتية على غالبية مجالس البلديات في كياني البوسنة: "الاتحاد الفيديرالي المسلم - الكرواتي" و"الصربي"، في الانتخابات التي جرت أول من أمس. وتركزت المنافسة في انتخابات صربيا للسيطرة على محافظة بلغراد والمدن الرئيسة الأخرى، بين الحزبين: "الديموقراطي" الموالي للغرب بزعامة رئيس الجمهورية بوريس تاديتش و"الراديكالي" المتشدد بقيادة فويسلاف شيشيلي المعتقل لدى محكمة لاهاي. واستجابت الأحزاب الاصلاحية والقومية المعتدلة، بما فيها "الديموقراطي الصربي" الذي يتزعمه رئيس الحكومة فويسلاف كوشتونيتسا و"حركة التجديد الصربية" بقيادة وزير الخارجية فوك دراشكوفيتش، للضغوط الأميركية والأوروبية في دعم "الحزب الديموقراطي". لكن استطلاعات الرأي التي تمت عند مراكز الاقتراع، أظهرت ان الاقبال الضعيف على التصويت الذي كان دون الأربعين في المئة من الناخبين، جاء في مصلحة الراديكاليين، الذين يحظون بتأييد كل من: "الاشتراكيين" بزعامة الرئيس السابق سلوبودان ميلوشيفيتش الذي يحاكم أمام محكمة لاهاي. البوسنة ومن جهة أخرى، أشارت النتائج الأولية للانتخابات المحلية في البوسنة - الهرسك، الى تقدم الأحزاب: "العمل الديموقراطي - الإسلامي" في المناطق المسلمة و"الاتحاد الديموقراطي الكرواتي" في المناطق الكرواتية، في حين احتفظ "الديموقراطي الصربي" الذي كان أسسه زعيم صرب البوسنة السابق رادوفان كاراجيتش الملاحق من محكمة لاهاي بسيطرته على البلديات الصربية. واعتبر المراقبون ان هذه النتيجة تمثل تجاهل الناخبين البوسنيين دعوات المسؤولين الدوليين في البوسنة للتخلي عن دعم الفئات القومية التي قادت الحرب البوسنية، "ما يدل على ان الصراع العرقي الخطر لا يزال مهيمناً على الساحة البوسنية، وان الجهود الدولية لإنهاء الأسباب التي أدت الى الحرب العرقية باءت بالفشل حتى الآن".