تفشى في أروقة الأندية السعودية عضال ليس من السهل استئصاله فدائماً ما نسمع بالقائمة السوداء أو كما يحلو لأصحاب المقام الرفيع تسميتها "البلاك لست" والجميع يعلم أن من ينضم لهذه القائمة يصبح محظوراً عليه أمر من الأمور فمن الجرم أن ينضم الصحافي الرياضي بالتحديد إلى هذه القائمة فقد أصبحت أبواب الأندية تقفل في وجوه الصحافيين وذلك بجرم الانتماء لأندية منافسة أو لأسباب أخرى. فهل أصبح الانتماء من الأمور المغضوب عليها؟ وهل أصبح الانتماء لناد معين يعد جريمة يعاقب صاحبها بعدم تخطى عتبات النادي الخصم؟ ودائماً ما نسمع أو نقرأ عن تعرض أحد الصحافيين الى الضرب وخلافه سواء من قبل المسؤولين أو اللاعبين أو الجماهير كما حدث أخيراً للكاتب الرياضي عدنان جستنيه، ويبقى السؤال الابرز من يحمي الصحافيين مما يتعرضون له؟ في المقابل من يحمي ايضاً المنتمين الى الاندية من "فبركة" المحسوبين على الصحافة؟ فالبعض من الصحافيين يعتمد الكذب وتلفيق الاخبار المغلوطة والتي لا أساس لها من الصحة ولا تستند إلى مصادر موثوقة، وبعضهم يكتب على لسان المسؤولين في الاندية أو اللاعبين ما لم يتفوهوا به على الاطلاق. "الحياة" نافشت هذه القضية من كل الجوانب للتوصل الى حل... فإلى التفاصيل: دكتاتورية في البداية ارجع الصحافي الرياضي في صحيفة "الوطن" هاني المقبل أسباب استخدام ما يسمى القائمة السوداء للصحافيين إلى سوء العقلية الإدارية في بعض الأندية "ما يدفعنا إلى التأكيد على وجود دكتاتورية ومن يخالف خط ونهج هذا النادي سيكون مصيره القائمة السوداء". وكشف المقبل عن معاناتهم "هناك طرق أخرى وهي منعهم من التزود بأخبار النادي وأيضا ضرب الصحافيين بحجة انتمائهم للأندية المنافسة". وشدد على أن "هناك طريقة عشوائية متبعة في بعض الأندية ليست مبنية على حقائق إنما شكوك وظن بحيث يتم تصنيف الصحافي كتابع لناد معين والآخر حليف وعلى هذا الأساس يتم التعاون مع الصحافي وهذا المنطق يعد أعوج". وطالب المقبل إدارات الأندية بالنظر في موضوع القائمة السوداء وعدم النظر إلى النقد الذي يقدمه بعض الصحافيين على أنه إساءة لهم. نفي ومن جانبه، أكد رئيس نادي الأهلي السعودي أيمن فاضل عدم وجود مثل هذه الأمور معللاً ذلك بأن الأندية ملك للدولة فكيف يمنع موظفو الدولة من ممارسة أعمالهم . وعن وجود "القائمة السوداء" ومنع الصحافيين من دخول بعض الاندية أجاب: "في الأهلي لا توجد مثل هذه الامور على الاطلاق وابواب النادي مفتوحة للجميع من دون استثناء". وأشار فاضل الى أن الأهلي يعمل بمبدأ الرأي والرأي الآخر مع الصحافيين الذين يتهجمون على النادي وعلى مسؤوليه بدافع التحيز للأندية الأخرى وقال: "الآراء الصحيحة يتم العمل بها أم الآراء المبنية على المغالطة فلا نعطي لها بالاً ويتم إهمالها". وشدد رئيس الاهلي على "ضرورة تعامل الأندية بالحوار الفكري البناء مع الصحافيين لما يجنى من ثمرات وعدم اللجوء إلى الطرق التي تسيء لهم باستخدام طرق مشابهة للقائمة السوداء". الخضيري ولم يكن وكيل الرئيس العام لشؤون الشباب منصور الخضيري بعيدا عن سابقه فقد شدد أيضا على أن الأندية منشأة حكومية مفتوحة للجميع وقال: "لم أسمع بما يسمى القائمة السوداء أو حتى البيضاء في الأندية. وكذلك لم أعلم بأي حالة منع لأحد الصحافيين من الدخول لأي منشأة حكومية". وأكد الخضيري أنه لا وجود لهذا الاصطلاح في عالم الأندية وأنه لا يوجد ناد يقدم بشكل علني على منع الصحافيين من الدخول. وطالب وكيل الرئيس العام لشؤون الشباب جيمع الصحافيين الذين يعانون من هذه المشكلة بأن يقوموا بتقديم شكوى للرئيس العام أو نائبه أو يخاطبوه أو حتى يخاطبوا إدارة الإعلام والنشر في الرئاسة العامة لرعاية الشباب. وذكر الخضيري أن تعليمات الرئيس العام ونائبه حول هذا الموضوع واضحة ولا تقبل القسمة على اثنين وأوضح "لم نتلق شكوى من أي صحافي مطلقاً تشير إلى منعه من دخول الأندية وأن ما يحدث أن بعض الصحافيين لا يقومون بزيارة الأندية بدافع ميولهم وليس بدافع المنع من قبل الأندية".