لا يغيب عنا في هذا السياق الاشارة الى فهرس خاص بالكتب النحوية المطبوعة، صنعه د. عبدالهادي الفضلي، ولعله الفهرس الوحيد في بابه، على ان الفهرس شغل في الموضوع النحو على إطلاقه، فرصد ما صدر من كتب، سواء كانت تراثاً، او تآليف حديثة، علماً تنظيرياً نحواً وصِرفاً او تطبيقاً نحو القرآن والحديث والشعر وإعرابها أو حتى تاريخياً تراجم علماء النحو ورجاله. ولم يَخْلُ الامر من كتاب او كتب نحو عربية لكنها بالتركية او غيرها، كما لم يَخْلُ من كتب جمعت شمل النحو العربي بغيره من "نحو" بعض اللغات الاخرى. وقد بلغ عدد الكتب التي تضمنها 1256 كتاباً. قمنا بتتبع الكتب النحوية الألفية التي وردت في الفهرس، وبالطبع المقصود بالألفية هنا تلك التي يفترض ان لها نسخاً ألفية، اذ ان مؤلفيها توفوا قبل 500 ه، فوجدناها 59 كتاباً، بينها كتابان ليسا كتابي نحو صِرف، هما مجالس العلماء للزجاجي، وأمالي ثعلب او مجالسه، وكتب في إعراب القرآن. والرقم 59 بالقياس الى 1256 له دلالته، اذ ان نسبة تقترب من 5 في المئة، وبخاصة اذا وضعنا في الحسبان انه الرقم 59 لم يشمل سوى كتب النحو الصِرف، وان الرقم الاجمالي احتوى ما سبقت الاشارة اليه من كتب تراث، وكتب حديثة، وكتب وإعراب قرآن وحديث وشعر... الخ. *** فهرس الفضلي أعاننا على ان نستخرج مؤشراً على "كم" التراث النحوي الألفي، ونود هنا ان نضع اليد على مؤشر آخر، لكنه هذه المرة يرتبط بنصيب التراث النحوي الألفي الذي طبع من النسخ الألفية، وذلك من خلال استعراض مجموعة من كتب النحو المطبوعة التي توفي اصحابها قبل 500 ه، وقد تركنا هذه المساحة الزمنية نصف قرن بين تواريخ وفيات المؤلفين ومؤلفاتهم، لأن الرجل منهم قد يكتب مؤلفه او يمليه قبل وفاته بعشرين او ثلاثين او أربعين عاماً، فنحن اذاً قريبون من ذلك الحد الزمني الذي يجعل النسخ ألفية او تكاد. وسنبني هذا الاستعراض على المؤلفين، حتى يمكن ادراج غير مؤلف في موطن واحد وهو - بالطبع - استعراض على طريقة الاستقراء الناقص. لكنَّ فيه مؤشراً على غاية او غايات نقصدها، وسنركز على النسخ التي اعتمدها محققو هذه الكتب، بما يكشف الظروف التي أحاطت بها، ويضع في الطريق واحدة من الصوى التي وعدنا بها. وما بقيت من كتاب سيبويه مخطوطة ألفية. وهناك مخطوطة عن المقتضب للمبرد منسوخة عام 347 ه. وأخرى عن الموجز في النمو لابن السراج منسوخة عام 354 ه. ومن المسائل الحلبيات لأبي علي الفارسي منسوخة عام 494 ه. ومن الخصائص لابن جني من العام 430 ه. * معهد المخطوطات - الجامعة العربية.