اختار مصمم الأزياء اللبناني عبد محفوظ 18 عارضة ازياء أجنبية لتقديم مجموعته لربيع 2004 وصيفه على خشبة عرض "أوديتوريوم دي لا موزيكا" ضمن أسبوع موضة روما، بينهن عارضتان في ال16 تحملان اسم فيرونيكا، اسم عقيلة رئيس الوزراء الإيطالي سيرجيو برلوسكوني، ظهرتا في الختام مرتدية الأولى العلم اللبناني والثانية العلم الإيطالي، المصنوعين من الدنتيل الشفاف يرافقهما نشيدا البلدين الوطنيان، في خطوة مبتكرة صفق لها الحاضرون من سفراء دول عربية وغربية وأميرات وسيدات مجتمع وأعمال. وتميز أسبوع موضة روما لخريف 2004 وشتائه بثلاثة أحداث هي الأولى من نوعها في المجال طغت على عروض الأزياء بحد ذاتها. وتمثل الحدث الأبرز بمحاولة التقرب التي سعى إليها سيرجيو برلوسكوني من العالم العربي باستقباله مساء الأربعاء في البرلمان، للمرة الأولى في تاريخه السياسي، عبد محفوظ وعدداً من المصممين الإيطاليين والأجانب البالغ عددهم 37 مصمماً. ودعا برلوسكوني الذي كان أدلى في الماضي بتصريحات معادية للعرب، إلى احتضان مصممي أزياء الشرق الأوسط، لا سيما لبنان، وتشجيعهم على القدوم إلى روما لما يقدمونه من إثراء للعروض ومساهمة في إبقاء الحدث مزدهراً. وقال: "طالما كانت روما مهد الموضة، لا بد لنا من ان نعود بها اليوم إلى ما كانت عليه. وبوجود ستيفانو دومينيلا على رأس ألتا روما أتوقع أن يتحقق ذلك، وهو ما شهدناه العام الماضي وهذا العام". ومضى قائلاً: "أعجبتني موهبة محفوظ، وأتمنى منكم التكافل وتشجيع اللبنانيين والشرق أوسطيين لجذبهم إلى روما". وبينما تداول الجميع بالعروض السينمائية والأفلام الوثائقية التي جرت على هامش الحدث، كان عرض أزياء فريداً من نوعه بعيداً عن صالات عرض "أ" و"ب" و"ج" في "باركو ديللا موزيكا" و"تييمبو دي أدريانو". فقد حمل رئيس أكاديمية موضة روما ألتا مودا ألتا روما ستيفانو دومينيلا، ودور الأزياء الأربعون المشاركة، تصاميمهم مساء امس الخميس إلى داخل سجن ريبييرا للنساء والرجال، أكبر سجون روما وأكثرها خطورة في البلاد، مكافأة لنزيلات ريبييرا اللواتي ساهمن في تنفيذ أزياء ال"هوت الكوتير" للمصممين الإيطاليين لهذا الموسم. وكانت "ألتا روما" أرسلت أساتذة خياطة وتطريز إلى داخل السجن قاموا منذ الصيف بتعليم السجينات أصول المهنة، للاستفادة منهن في تنفيذ الأعمال الدقيقة، خدمةً لهن بعد خروجهن من السجن وخدمة للاكاديمية التي وفرت بذلك آلاف اليورو في ظل الغلاء المعيشي الحاصل وارتفاع أجور اليد العاملة. كذلك كان تكريم للإيطالية مارييلا بوراني لمسيرتها المهنية، في حضور أعلام موضة روما شيارا بوني تير وبانتيني وفادرفورست. وطغت على أسبوع الموضة الذي اختتم أمس الخميس الروح الشرقية، واعتبر دومينيلا مجموعة عبد محفوظ الأكثر تميزاً، ما دفع محافظ روما إلى اختيار المصمم اللبناني ومنحه ميدالية المدينة. 38 قطعة من الهوت كوتير بينها 3 أثواب زفاف، شكلت مجموعة محفوظ لهذا العام، وسيطرت فيها الفساتين الطويلة ذات الخطوط الرفيعة الناعمة بأقمشة مفعمة بالتطريز، وتضمنت معاطف من الحرير، سراويل من الدنتيل وقمصان الموسلين المطرز، قماشاً صنع خصيصاً لمحفوظ في سويسرا وايطاليا، ألواناً شفافة لماعة وانعكاسات برونزية ونحاسية، حريراً مرصّعاً بدقة كبيرة أضيفت إليه خيوط دافئة طرزت بالورد. كذلك، كان الأحمر الناري حاضراً رافقته رسوم بنيت على قاعدة اللون الزهري، واختتم العرض بفستان أسود من الدنتيل والحرير الناعم. الجدير ذكره أن المصمم بنى مجموعته هذه معتمداً خصوصية التنوع محوراً لها. ويرى محفوظ في ذلك عودة إلى أوروبا القرن الثامن عشر بنفحة ستينات وسبعينات القرن العشرين وما فيها من انتعاش ودفء عبّر عنهما بتدرجات اللون الزهري الذي طغى على العرض، فالألوان الترابية ثم الليلكي التي طرزت بألوان أخرى مائية وشفافة. وبينما يعمد المصممون اللبنانيون إلى التدرب في دور الأزياء الأوروبية ثم الانطلاق فردياً، عكس محفوظ الأمر ليقرر أن ينطلق الغربيون من داره. فعلى هامش العرض، قدم محفوظ مصممة الأزياء الاسبانية نوريا كاراسكو دومينيغز 31 عاماً معلناً أنها من سيتولى صالة عرض ينوي افتتاحها في روما، تليها صالة عرض في باريس يجرى التفاوض حالياً مع مصممة ازياء فرنسية شابة ستتولى إدارتها. ورفض محفوظ الكشف عن هوية الأخيرة على اعتبار ان "الاتفاق على التفاصيل لا يزال جارياً".