على رغم عدم مشاركة بعض الدول العربية في التجمع الثاني للصناعيين العرب، في الدورة الثانية لمعرض "عالم الصناعات العربية" الذي استضافته مدينة جدة الاسبوع الماضي، الا ان المعرض تميز بكثافة التجارب الصناعية والتقنية العربية الفريدة. وقال مشاركون ان المشاركة العربية في المعرض كانت جيدة وان الهدف منها كان جذب رؤوس الاموال العربية الى الاستثمار الصناعي والاهتمام المستقبلي بعالم الصناعات لرسم التكامل العربي الصناعي. وسنحت الفرصة لبعض المشاركين العرب والزوار للتعرف على التجربة الصناعية العربية في المجالات التقنية وحصد صفقات تعاون صناعي وتجاري مع بلدان اخرى. وكان المعرض اخذ على عاتقه وضع الارضية الجاهزة لاقامة تكتلات عربية في مواجهة العولمة والتكتلات الاقتصادية الدولية. وتغلب بعض الدول على الظروف السياسية والاحداث الجارية على اراضيها، بمشاركة جيدة وخصوصاً فلسطين التي شاركت بشركات صناعة تقنية المعلومات وبرامج الكومبيوتر. وقال المدير العام للمنظمة العربية للتنمية الصناعية والتعدين طلعت بن ظافر ان العديد من الدول العربية تميز بعرض انتاجه من الصناعات النسيجية والبتروكيماويات، خصوصاً دول المغرب العربي التي شاركت بكثافة في مجال المنسوجات والاقمشة والملابس الجاهزة، اضافة الى حرصها على التواجد في مجال الصناعات المعدنية والصناعات التحويلية. واضاف أن دولاً عربية حرصت على ابراز منتجاتها الجديدة في مجال التقنيات الصناعية مثل المعدات الثقيلة والمعدات الزراعية، ومن بينها السودان الذي أعلن بداية أولى خطوات الاعتماد على النفس في استغلال المساحات الخضراء الشاسعة في السودان بمعداتها ومنتجاتها واراضيها ومواردها البشرية. واشار إلى ان مشاركة السودان الفاعلة في المعرض مؤشر إلى جذب الاستثمارات العربية لاستغلال واستثمار المقومات الصناعية والزراعية التي يتمتع بها. وقال المدير التنفيذي ل"شركة الرؤيا السداسية" محمد سمان ان اقامة معرض عالم الصناعات العربية وندوة تجارب الدول العربية في جذب الاستثمارات تمثل انطلاقة جيدة للتعاون العربي المشترك وتسهيل وتسريع اقامة السوق العربية المشتركة واقامة صناعات عربية مشتركة على الاقل بين القطاع الخاص في الدول العربية. وأضاف أن الدول العربية لا تزال في حاجة الى المزيد من الدوافع التي تجعلها تسرع في تنفيذ السياسات الاقتصادية المشتركة لان مشكلة الدول العربية أنها لا تتحرك إلا بمجرد وجود ردة فعل، خصوصاً في المجال الاقتصادي.