يملك أفراد الجيش العراقي الجديد المكون حالياً من 751 فرداً أسلحة وبزات عسكرية وقاعدة، ويشكلون نواة لجيش من المنتظر أن يتم تسلمه مستقبلا مهمة الحفاظ على الأمن في العراق. ومع انهم لا يزالون بعيدين عن تشكيل قوة قتال مقارنة بمئات الآلاف من عناصر الجيش العراقي السابق، لكن الجنرال بول ايتن رئيس فريق التحالف الذي يشرف على تدريب الجنود الجدد يعتبر أن "كل جندي ندربه وندمجه في الجيش يمثل حصانة أكبر للعراق". مع العلم أن جميع أفراد النواة الجديدة للجيش ذوو تجارب عسكرية سابقة إما في الجيش أو في التنظيمات المسلحة للمعارضة العراقية، وفقاً لصحيفة "نيويورك تايمز". وكان الجنرال يتحدث الى الصحافيين الذين نقلوا بمروحية الى معسكر في صحراء كيركوش قرب الحدود الايرانية على بعد حوالى 90 كلم الى الشمال الشرقي من بغداد ليشاهدوا نواة الجيش العراقي الجديد. ويتدرب هؤلاء في المعسكر على الرماية بالرشاش الثقيل وعلى مهاجمة مواقع العدو ويتلقون دروسا في كيفية حل القضايا الاخلاقية. وتواجه النواة مشاكل وعثرات بسيطة، منها أن ظروف المعسكر الذي يتدربون فيه صعبة للغاية بلا ماء وكهرباء، علاوة على أن الدروس تعطى بالإنكليزية وتجري ترجمة التعليمات إلى العربية والكردية. كما أن بعض أفراد النواة من الجنود السابقين في عهد الرئيس العراقي صدام حسين في حاجة إلى تثقيف جديد على أساس احترام الجانب الإنساني لدى جنود العدو، الأمر الذي لم يكن يحسب له حساب في العهد السابق. ويفضل العديد من أفراد النواة أن يبقى أمر انضمامهم الى الجيش الجديد سرا، خشية تعرضهم مع أفراد عائلاتهم لأعمال انتقامية من المقاومة العراقية ومعاملتهم على أساس أنهم عملاء للاحتلال الأجنبي. ويبدو أن هذا هو أحد أسباب تراجع حوالى 16 متطوعا قبل بضعة أيام، لكن المسؤولين الأميركيين يتحدثون عن طوابير أخرى من الراغبين في الانضمام الى الجيش الجديد. ومن المقرر ان يتسلم المتدربون وكلهم من الرجال في الرابع من تشرين الاول اكتوبر شهادات في ختام تسعة أسابيع من التدريب. وفي كانون الثاني يناير المقبل ينتظر أن يصل عدد الجنود العراقيين الجدد إلى ثلاثة آلاف جندي وسيجري ضمهم إلى الفرقة الرابعة في الجيش الأميركي العاملة في العراق. وقال الجنرال ايتن ان عدد هؤلاء سيصل الى 40 ألفاً في غضون سنة. وكان يتحدث في المعسكر الذي يمثل أول ثكنة للجيش الجديد حين قال "بامكاننا الوصول الى 27 فيلق مشاة مؤلل في هذه الفترة من السنة المقبلة". غير ان الجنرال الذي أشاد "بهؤلاء الشبان الذين يتقدون حيوية" لم يكن بامكانه تحديد تاريخ تسليم قوات التحالف المسؤوليات العسكرية لهؤلاء. واكتفى بالقول "هذا قرار سياسي. وانا انفذ اوامر قيادة التحالف". وكان وزير الخارجية الاميركي كولن باول اكد خلال زيارته العراق الاحد والاثنين ان العراقيين يجب ان يتحملوا المزيد من المسؤولية في مجال الامن. غير ان العلاقات بين قوات التحالف والشرطة العراقية توترت جدا اثر مقتل تسعة من عناصر الشرطة بأيدي جنود اميركيين، كما ان الجيش لا يزال غير قادر على القيام بمهمات كبيرة نظراً الى ضعف عديده ونقص معداته. وقال الجنرال جوناتان رايلي احد كبار ضباط المعسكر "يمكنهم حراسة الحدود والمواقع العسكرية ... والقيام بمهمات محدودة". كما ان تسليح هذه النواة المكون اساساً من اسلحة مصادرة من الجيش العراقي السابق سيكون محدودا. ولا يسمح للجنود العراقيين حاليا الا باستخدام بنادق الكلاشنيكوف او نسختها الاكبر "ار بي جي". واضاف الجنرال ان "تجهيز الجيش بمعدات عصرية امر يعود الى العراقيين انفسهم". وينقسم عناصر القوة الذين يتلقى كل منهم 70 دولاراً شهرياً، جغرافيا على منوال التقسيم الطائفي للشعب، 60 في المئة للشيعة و25 في المئة للسنة و10 في المئة للأكراد. وقال توفيق عباس 19 سنة الذي يملك مثل زملائه تجربة عسكرية "انا فخور كوني ضمن اول المتدربين في الجيش الجديد". وأشار الى انه أمضى ثلاثة أشهر في الجيش العراقي السابق قبل ان يفر خلال الحرب. وأكد احد زملائه الذي كان ضمن الميليشيات الكردية انه لا يحمل أي ضغينة لأعداء الامس. وقال أبو بكر محمد "حاربت الجيش العراقي على مدى 11 سنة"، مضيفاً: "مهما كان ما فعله الجيش في تلك الفترة فقد قام به بأمر من النظام السابق. ولا مسؤولية للجنود فيه".