شهدت الفيليبين تمرداً عسكرياً استمر 19 ساعة وانتهى بإستسلام مئات العسكريين المتمردين من انصار الرئيس السابق جوزف استرادا، بعدما سيطروا على مركز ايالا المالي وسط العاصمة وقاموا بتفخيخه، الأمر الذي واجهته الرئيسة غلوريا ارويو بإعلان "حال تمرد" مصحوباً بمنح "صلاحيات خاصة" الى الجيش للقضاء على المتورطين فيه. واعلنت ارويو ان "احتلال ماكاتي انتهى". وأكدت ان "296 عسكرياً استسلموا من بينهم 70 ضابطاً. واشارت الى محاكمتهم وفق الأصول العسكرية، وصرحت بأنهم "لم يطلبوا معاملة خاصة ولن يحصلوا عليها". وكان التمرد بدأ مساء السبت عندما قام مئات الضباط والجنود بإحتلال المركز المالي الرئيسي في مانيلا وزرعوا المتفجرات فيه مطالبين بإقالة ارويو التي منحتهم مهلة حتى التاسعة من صباح امس قبل اقتحام المبنى. وارجأت ارويو شن الهجوم بسبب استمرار المفاوضات معهم. وصرح الناطق باسمها ايناسيو بونيي بأن ممثل الحكومة "السفير روي سيموتو لا يزال يتفاوض مع مجموعة الضباط الشباب". والتقى المفاوض الحكومي المايجور ايمانويل تيودوسيو عدداً من المتمردين لفترة وجيزة ونصحهم ب"ألا يغلقوا عقولهم" امام حل المسالة سلماً. وقال: "اذا اغلقتم عقولكم فان الامور ستكون سيئة على الطرفين". وحاول المتمردون الدفاع عن محاولتهم الانقلابية بالقول إن "الشعب يعاني". ورد تيودوسيو "بالطبع هناك اشخاص يعانون بسبب الاوقات الصعبة التي نعيشها ولكن الامور لن تصبح افضل في حال تسببتم بمشاكل". ووصل العديد من ضباط الجيش المتقاعدين الى المكان لمحاولة اقناع المتمردين بالاستسلام. واستسلم 50 عسكرياً من اصل 200 شاركوا في التمرد قبل اقل من ساعتين من انتهاء مدة الانذار الاول، وعاد الباقون الى ثكناتهم بعد انتهاء المفاوضات مع الحكومة. ويضم مركز ايالا الفخم الذي يقطن فيه العديد من الاجانب، فندقاً ضخماً من فئة الخمس نجوم ومتجرين كبيرين ومجمع اوكوود السكني الفندقي. ومن جهة اخرى، اكدت السلطات ان التمرد العسكري يحظى بدعم انصار استرادا الذي اطيح اثر تمرد شعبي مدعوم من الجيش عام 2001 بعد فضيحة مرتبطة بالفساد. وكانت السلطات نقلت استرادا اثناء التمرد محاطاً بحراسة مشددة من المستشفى العسكري الواقع في ضاحية مانيلا الى معسكر اغينالدو في مقر القيادة العامة للجيش. واحتج محامو استرادا الذي اودع السجن بتهمة اختلاس 80 مليون دولار على نقله، كما قامت شرطة مكافحة الشغب بتفريق بعض انصاره الذين تظاهروا تعبيراً عن دعمهم للعسكريين المتمردين.