وجه الرئيس جورج بوش تحذيراً جديداً لسورية وايران واتهمهما بتصرف "غير مقبول" من خلال دعم "ارهابيين" وايوائهم. وتزامن تصريحه مع معلومات عن صراع بين مسؤولي إدارته على طريقة التعاطي مع "الملف السوري". واتهم بوش اثناء مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الحكومة الايطالي سيلفيو برلوسكوني في مزرعته في كروفورد تكساس، طهرانودمشق ب"ايواء ارهابيين" والاساءة الى عملية السلام في الشرق الاوسط. واضاف ان هذا التصرف "غير مقبول". وكتب سايمور هيرش في العدد الجديد من مجلة "نيويوركر" مقالاً طويلاً عن العلاقات بين واشنطنودمشق نقل فيه عن مسؤولين في وزارة الخارجية والاستخبارات الأميركية "ان سورية ظهرت في بداية 2002 كواحدة من أكثر الحلفاء الاستخباراتيين فاعلية لوكالة الاستخبارات المركزية سي آي اي في الحرب ضد "القاعدة"، مُقدّمة معلومات لم يتوقف سيلها سوى مع اجتياح العراق". وأضاف هيرش، الذي زار سورية ولبنان والتقى كبار المسؤولين خصوصاً الرئيس بشار الاسد والامين العام ل "حزب الله" السيد حسن نصرالله، ان مدير ال"سي آي اي" جورج تينيت صار واحداً من أكثر المدافعين عن سورية في النقاش بين المسؤولين الأميركيين، وان معارضيه شملوا مدنيين في وزارة الدفاع كانوا ينظرون الى دمشق بوصفها جزءاً من المشكلة، على رغم المساعدات التي قدّمتها لأميركا في مجال الاستخبارات. وأشار هيرش الى ان السوريين أبلغوا الأميركيين بأن تنظيم "القاعدة" اخترق أجهزة الأمن في البحرين ويُخطط لهجوم بطائرة شراعية محمّلة بالمتفجرات يصدم بها أحد المباني التابعة لقيادة الأسطول الأميركي الخامس. ومعلوم ان مسؤولين أميركيين أقروا العام الماضي بأن سورية قدّمت معلومات ساهمت في إنقاذ حياة أميركيين في إطار الحرب ضد "القاعدة"، لكنهم لم يكشفوا تفاصيل المساهمة السورية. وقال هيرش أيضاً ان الجنرال حسن خليل، رئيس الاستخبارات العسكرية السورية، أبلغ واشنطن في الخريف الماضي ان دمشق راغبة في مناقشة فرض بعض القيود على النشاطات العسكرية والسياسية ل"حزب الله"، وانه طلب ان تكون وكالة الاستخبارات المركزية هي قناة الاتصال الخلفية بين دمشقوواشنطن. ونقل عن مسؤول سابق في الخارجية الأميركية ان ال"سي آي اي"، السعيدة بتعاون السوريين معها في مجال الاستخبارات، لم تشأ ان تُثير مع دمشق في "القناة الخلفية" قضايا محل خلافات بين البلدين. وأضاف ان وزارة الخارجية لم تكن سعيدة بأن تطلع ال"سي آي اي" على المراسلات الديبلوماسية بين دمشقوواشنطن. وأشار هيرش الى ان وزارة الدفاع الأميركية المشغولة بحرب العراق والمعادية أيديولوجياً لسورية، عارضت بشدة موضوع إقامة "قناة خلفية" بين ال"سي اي اي" ودمشق.