استقبل وزير الداخلية الفرنسي نيكولا ساركوزي أمس، عميد مسجد باريس دليل بو بكر ورئيس اتحاد المنظمات المسلمة الفرنسية تهامي برويز ورئيس الفيديرالية العامة لمسلمي فرنسا محمد البشاري، بهدف تطويق الذيول السلبية التي ترتبت على انتخابات رؤساء المجالس الاقليمية للمسلمين. وكانت الانتخابات التي حصلت آخر مراحلها أول من أمس الأحد، أسفرت عن هزيمة ساحقة لمسجد باريس الذي لم يحرز سوى رئاسة مجلسين، في مقابل رئاسة 11 مجلساً حازت عليها الفيديرالية وتسعة حاز عليها الاتحاد. وأثارت هذه النتائج استياء بو بكر الذي هدد بالاستقالة من رئاسة "المجلس الفرنسي للديانة المسلمة" التي كانت أسندت اليه أخيراً، اضافة الى استياء البشاري الذي لوّح بدوره بالانسحاب من المجلس، بسبب ما وصفه الإثنان "عدم انتظام" في عملية الاقتراع أتاح فوز الاتحاد برئاسة مجالس عدة منها المجلس الاقليمي لمدينة باريس وضواحيها. وصرح البشاري الى "الحياة" ان الاجتماع مع ساركوزي اتسم بالتوتر الشديد، وأنه أدى الى تراجع بو بكر عن استقالته وعدوله عن الانسحاب، على ان يعود البشاري ويلتقي ساركوزي اليوم على انفراد. وقال انه ليس مستعداً لاضفاء شرعية على المجالس التي سيتولى الاتحاد رئاستها، خصوصاً أن الرئاسة في مناطق مثل ستراسبورغ ومدينة باريس وضواحيها ومرسيليا، كان يفترض ان تعود الى الفيديرالية التي خاضت الانتخابات هناك بالتحالف مع مسجد باريس. وذكر ان ساركوزي اقترح ان تكون ادارة المجالس الاقليمية في هذه المناطق الثلاث جماعياً، وهو ما قد لا يرضي الاتحاد، خصوصاً أن برويز فاز برئاسة مجلس مدينة باريس وضواحيها. وكان بو بكر صرح انه عدل عن الاستقالة من رئاسة المجلس الفرنسي للديانة المسلمة، بهدف "عدم ترك الساحة خالية" امام حركة "الإسلام المسيّس" قاصداً بذلك الاتحاد، من دون تسميته. وأضاف ان فشل مرشحي مسجد باريس الفيديرالية مرده وجود "إسلام مناضل" و"مسيّس" لديه "إمكانات مادية".