يستقبل وزير الداخلية الفرنسي نيكولا ساركوزي اليوم رئيس "الفيديرالية الوطنية لمسلمي فرنسا" محمد البشاري في اطار اتصالاته مع مسؤولي الجالية المسلمة الفرنسية في شأن انتخابات الهيئة التمثيلية الرسمية للمسلمين والتي ارجئت الى الخريف المقبل. وكان مبدأ اجراء هذه الانتخابات على مستوى المناطق الفرنسية المختلفة أقر في اطار نهج "الاستشارة" الذي أرساه وزير الداخلية السابق جان - بيار شوفينمان من اجل إزالة البعثرة السائدة في صفوف المسلمين وإنشاء هيئة تمثلهم وتتحرك باسمهم لدى السلطات العامة الفرنسية. وقرر ساركوزي الذي تولى وزارة الداخلية في اعقاب انتخابات الرئاسة الأخيرة، الإبقاء على نهج سلفه، وعمل على استقبال المنظمات المختلفة المشاركة في "الاستشارة" لاستيضاح مواقفها من الانتخابات المرتقبة. ويسعى ساركوزي عبر هذه الاتصالات الى توحيد وجهات النظر بين مسؤولي المنظمات المختلفة من العملية الانتخابية التي كانت مقررة في 26 ايار مايو الماضي وتعذر اجراؤها بعد اعلان عميد مسجد باريس دليل بو بكر انسحابه منها. والدافع وراء موقف بو بكر هو تخوفه من ان تسفر الانتخابات عن فقدان مسجد باريس للموقع التقليدي الرائد، بصفته احد الأقطاب الرئيسية لإسلام فرنسا، لمصلحة "اتحاد المنظمات المسلمة في فرنسا" برئاسة فؤاد علوي القريب الى الإسلام الأصولي. وكان الاتحاد اعتبر ان انسحاب بو بكر من الانتخابات، لا يستدعي ارجاءها بل المضي بها بمعزل عن مسجد باريس. لكن المنظمات الأخرى المشاركة في "الاستشارة" لم تؤيد هذا الرأي، باعتبار ان غياب مسجد باريس عن الانتخابات يعرض الهيئة التي ستنبثق عنها الى شرخ مسبق قد ينعكس سلباً على صفتها التمثيلية. وفي ضوء هذا الموقف، تقرر ارجاء الانتخابات الى 23 حزيران يونيو الجاري، وهو ما وافق عليه الاتحاد تحسباً للعزلة التي يمكن ان تترتب على تمسكه بموقفه، مشترطاً عدم ادخال اي تعديل على الصيغة التنظيمية التي اعتمدت لهذه الانتخابات. وصرح علوي اثر لقائه ساركوزي اول من امس انه حصل منه على تأكيد أن الإجراءات التنظيمية التي تنص على عقد الانتخابات في ألف مسجد موزعة على المناطق المختلفة، وأيضاً لوائح المرشحين لن تتعرض لأي تعديل. ومن جانبه طلب ساركوزي عدم التسرع في موضوع الانتخابات وإرجاءها مجدداً الى موعد يحدد لاحقاً في الخريف المقبل، لأنه يرغب في استغلال اشهر الصيف، لإزالة كافة العثرات ونقاط التباين القائمة بين المنظمات المختلفة.