شدد المؤتمر الاوروبي - المتوسطي الذي أنهى أعماله بعد ظهر أمس في جزيرة كريت اليونانية على أهمية "خريطة الطريق" لتحقيق السلام الذي يجب ان يشمل سورية ولبنان وعلى استعداده لاستخدام كل طاقاته في هذا الاطار. ولم يصدر عن المؤتمر الذي استغرقت اعماله يومين بيان ختامي واكتفت رئاسته، المتمثلة حالياً باليونان، بعرض النتائج في مؤتمر صحافي عقده وزير خارجيتها جورج باباندريو شكل "الخلاصة السياسية" للملتقى بنظر أحد المشاركين. وعلق وزير الخارجية اللبناني جان عبيد بصورة غير مباشرة على ذلك بقوله ان "الاكتفاء بعرض اراء الرئاسة غير ملزم للاعضاء في حين ان صدورها في بيان ختامي يجعلها ملزمة". وأكد باباندريو ان "خريطة الطريق" هي "فرصة كبيرة لاستئناف مفاوضات منتجة ينبغي عدم تفويتها"، وان "على القادة تحمل مسؤولياتهم تجاه دولهم وتجاه مستقبل المنطقة". وأكد باباندريو ان "السلام الشامل يجب ان يشمل سورية ولبنان على اساس القرارات الدولية ذات الصلة 242 و338 و1396 ومبادرة السلام العربية". وأكد وزير خارجية سورية فاروق الشرع امس ضرورة اطلاق المسارات الثلاثة عبر المبادرة العربية التي اقرت بالاجماع في قمة بيروت 2002 ونالت قبولاً دولياً وأوروبياً، وتنص على سلام شامل. من ناحيته، كشف عبيد عن وجود "وعود أولية"، لم يحدد مصدرها، لتحريك المسارين اللبناني والسوري المتلازمين في عملية السلام مع تقدم حل الصراع بين الفلسطينيين واسرائيل. وربط مراقب عربي، طلب عدم الكشف عن هويته، بين تنشيط المسارين السوري واللبناني واحتمال مشاركة البلدان في القمة المرتقبة مع الرئيس الاميركي جورج بوش. ولم ينف الشرع هذا الاحتمال واكتفى بالقول رداً على سؤال ان "الأمر يتعلق بتكهنات ولم يتبلور شيء بعد". من ناحية أخرى أكد باباندريو "تكامل عملية السلام في الشرق الاوسط وعملية برشلونة" التي اطلقت المؤتمر الاوروبي - المتوسطي، معرباً عن "الاستعداد لاستخدام كل طاقات برشلونة لتحقيق مشاركة ايجابية في استقرار منطقة البحر المتوسط". ومن المقرر ان تعقد اللجنة الرباعية، على الارجح مطلع حزيران يونيو، اجتماعاً لبحث تفاصيل الاجراءات التي يفترض اتخاذها لدفع خطة السلام في الشرق الاوسط الى الامام كما اعلن باباندريو. وقال الوزير اليوناني: "تحقيق السلام في الشرق الاوسط يجب ان يتم استناداً إلى القرارات الدولية". واضاف: "عملية السلام يجب ان تؤدي الى قيام ديموقراطية فلسطينية مستقلة قابلة للحياة وان تنهي احتلال الاراضي الذي جرى عام 1967 وان تكفل حق اسرائيل بالعيش في امان ضمن حدود معترف بها". ورحب المؤتمرون "بشدة" بموافقة الفلسطينيين واسرائيل أخيراً على خريطة الطريق ودعوهما "للاستفادة من هذه الفرصة والعمل بصدق وفعالية لتطبيقها من دون أي تأخير"، كما ناشدوهما "ضبط النفس"، مرجحين "ان تستهدف الفصائل المتطرفة خريطة الطريق". وجدد وزراء الخارجية "ادانتهم للإرهاب"، مشددين على ان هناك "ضرورة ملحة لتخطي مجرد ادانة الارهاب والعنف وانتهاك حقوق الانسان بالعمل على دفع كل المبادرات والخطط التي تشجع على الحوار وعلى استباق العنف والتعاون والتطوير الاقليمي". وفي شأن العراق، اكدوا تمسكهم بوحدة أراضيه وسيادته وحق شعبه في تقرير مصيره وفي استخدام ثرواته وطالبوا المجموعة الدولية بالتعاون مع الاممالمتحدة لتحقيق ذلك. شارك في المؤتمر ممثلو الدول ال25 الاعضاء في الاتحاد الاوروبي الموسع اضافة إلى شركائهم ال10: المغرب والجزائر وتونس ومصر والاردن ولبنان وسورية والسلطة الوطنية الفلسطينية، اضافة الى اسرائيل وتركيا. واطلقت الشراكة الاوروبية - المتوسطية في 1995 في برشلونة. ومؤتمر كريت هو السادس بعد اجتماعات مالطا 1997 وشتوتغارت 1999 ومرسيليا 2000 وبروكسيل 2001 وفالنسيا 2002. وينعقد المؤتمر المقبل في نابولي، جنوبايطاليا، في كانون الاول ديسمبر المقبل.