نجح الحزب الشعبي الحاكم في اسبانيا بزعامة رئيس الوزراء خوسيه ماريا اثنار، في الحيلولة دون تقدم كبير للمعارضة الاشتراكية في انتخابات المجالس البلدية وبرلمانات المقاطعات، وخصوصاً في المعركة التي شهدت منافسة حادة على بلدية مدريد. وفقد حزب اثنار الذي تقدمت المعارضة الاشتراكية عليه بأكثر من مئتي الف صوت في الانتخابات البلدية، مدينة سرقسطة، لكنه استعاد منطقة الباليار ومدينتي بورغوس وغرناطة. ولكن بعد اعادة فرز الاصوات بسبب اعتراض الاشتراكيين، ظلت نتائج منطقة مدريد عالقة بفارق مقعد واحد، ولم تكتمل عمليات الفرز. وعلى رغم تراجعه الكبير في بعض المناطق، خرج حزب اثنار قبل عام من الانتخابات الاشتراعية المقررة في 2004، سالماً من هذا الاقتراع. ولم تؤثر في مكانته الاحتجاجات العنيفة على موقفه المؤيد للولايات المتحدة في الازمة العراقية ولا ادارته لمشكلة البقعة النفطية التي تسربت من السفينة "بريستيج". وعبر اثنار مساء اول من امس، عن ارتياحه ل"النتائج الممتازة" التي حققها حزبه. وقال ان الحزب جاء في الطليعة في 35 من 52 مجلساً بلدياً في المدن الكبرى وفي تسع من المناطق ال13، مؤكداً لمئات من انصاره ان "عدد رؤساء البلديات والاعضاء البلديين من الحزب اكبر من ممثلي اي حزب آخر". من جهته، أعلن زعيم المعارضة الاشتراكية خوسيه لويز رودريغيز زاباتيرو فوز حزبه لجهة عدد الاصوات، مشيراً الى "بداية تبشر بالخير ل2004" الذي سيشهد انتخابات اشتراعية. وحصل الحزب الشعبي بعد فرز .8699 في المئة من الاصوات في الاقتراع البلدي على تأييد 7760873 ناخباً 85،33 في المئة في مقابل 7934557 صوتاً 76،34 في المئة للحزب الاشتراكي العمالي الاسباني اكبر احزاب المعارضة، اي اكثر بمئتي الف صوت من الحزب الحاكم وبزيادة 665 الف صوت عن النتائج التي حققها في اقتراع 1999. وعلى رغم الفارق في عدد الاصوات لمصلحة الاشتراكيين، تمكن الحزب الشعبي من الفوز بالعدد الاكبر من المستشارين البلديين ولم يتخل لخصومه سوى عن سرقسطة شمال لكنه استرد منهم بورغوس وغرناطة واحتفظ بالغالبية المطلقة في معقليه مدريد وفالنسيا. وفي طليطلة حيث كانت التوقعات ترجح فوز الاشتراكيين حتى اللحظة الاخيرة، فاز الحزب الشعبي بفارق مقعد واحد. وفي انتخابات المقاطعات حصل الحزب الشعبي على الغالبية المطلقة في الباليار، لكنه قد يتخلى عن مقعد واحد في مدريد. فوز المسلمين في سبتة ومليلية وأسفرت نتائج الانتخابات الإقليمية و المحلية للمرة الأولى، عن فوز ممثلين للحزبين المسلمين: الاتحاد الديموقراطي السبتي والحزب الديموقراطي والاجتماعي في سبتة في البرلمان المحلي لمدينة سبته الواقعة في شمال أفريقيا. وحصل الاتحاد الديموقراطي السبتي الذي يتزعمه المحامي محمد محمد علي ثلاثة مقاعد وأصبح ثاني قوة سياسية في المدينة بعد الحزب الشعبي. أما المقعدان الآخران فكانا من نصيب عبد السلام عبد الرحمن وعباس محمد. واحتفظ مصطفى مزيان بمقعده عن الحزب الديموقراطي والاجتماعي في سبتة. وارتفعت شعبية الحزب المسلم في مليلية ليحتل سبعة مقاعد في البرلمان المحلي، بعدما كان يشغل خمسة مقاعد. وأصبح ثاني قوة في المدينة.