تبعات الحرب الأميركية - البريطانية على العراق وسقوط نظام صدام حسين لن تتوقف عند حدود عالم السياسة، فقد أشعلت حروباً أخرى ومعارك بين المثقفين العرب. الروائي المصري جمال الغيطاني لجأ إلى القضاء وأقام دعوى على موقع "الامبراطور" على شبكة الانترنت طالباً التعويض المادي والأدبي عما أصابه من أضرار، لأن الموقع اتهمه بأنه كتب رواية "زبيبة والملك" التي اشيع أن صدام مؤلفها. وجددت القضية الحديث في الأوساط الثقافية عن علاقة مثقفين وفنانين مصريين بالنظام العراقي، إذ كان النائب العام المستشار ماهر عبدالواحد تلقى بلاغاً قدمه الكاتب ممدوح الشيخ يطالب بالتحقيق في حصول مثقفين وفنانين على أموال وهدايا عينية قيمة من مسؤولين عراقيين مقابل مشاركتهم في حملات لنصرة صدام ومساندته قبل وقوع الحرب. ونفى الغيطاني بشدة أي علاقة برواية "زبيبة والملك"، وأشار إلى أنه لم يسافر إلى بغداد منذ عام 1988، وقال ل"الحياة": "أصابني الذهول حين علمت بالحملة التي تستهدف الاساءة الى الأدباء والمثقفين المصريين تصل الى هذا الحد من الافتراء والرغبة في الهدم باستخدام الأكاذيب والادعاءات"، مشيراً إلى أنه أقام دعوى على الموقع والكاتب سليم عبدالقادر المقيم في الأردن والذي حمل المقال عن موضوع الرواية توقيعه. وأعيد طبع رواية "زبيبة والملك" ووزعت في مصر عن طريق دار نشر تمتلكها الروائية العراقية بثينة الناصري. ومعروف أن الكاتب عبدالقادر كان زوجاً للكاتبة المصرية نعمات البحيري التي اقامت لفترة في العراق، وهو نقل في مقاله عن الشاعر العراقي رعد بندر قوله إن "مندوب العراق السابق لدى الجامعة العربية نبيل نجم نقل رسالة مغلقة بالشمع الأحمر من القصر الجمهوري في بغداد الى الغيطاني"، وتابع المقال: "وكانت كما يبدو في غالب الظن، تحتوي على خربشات لفكرة قصة أراد تحويلها الى رواية وكان له ما أراد، فما الذي دفعه صدام من مال … لا أحد يعرف كم كان سعر كتابة الرواية بالضبط". وأوضح كاتب المقال ان الشاعر العراقي أكد أن الغيطاني كتب رواية صدام بناء على لقائه مع عدي، الابن البكر للرئيس العراقي، وأضاف نقلاً عن الشاعر بندر أن "عدي طلب منه الذهاب الى القاهرة للقاء جمال الغيطاني والطلب منه أن يكتب رواية جديدة لعدي هذه المرة أفضل من الرواية التي كتبها لوالده".وكان الغيطاني كتب سنة 1974 كتاباً في عنوان "حراس البوابة الشرقية" عن دور الجيش العراقي في حرب تشرين الاول اكتوبر 1973 وهذا ما يرجح وجود التباس تسبب في نسبة رواية "زبيبة والملك" إليه. أما الذي كتب رواية عن الحرب العراقية - الإيرانية، فهو الروائي المصري إبراهيم عبدالمجيد وشارك فيها في مسابقة جرت في بغداد في منتصف الثمانينات وفاز بجائزة.