وضع الهجوم الانتحاري الذي نفذه شاب فلسطيني في كفار سابا في إسرائيل، رئيس الوزراء الفلسطيني المكلف محمود عباس ابو مازن أمام أحد اهم تحدياته، وهو وقف الهجمات ضد اسرائيل، كما عكس طبيعة الصعوبات التي سيواجهها خصوصا بعد اعلان "كتائب شهداء الاقصى" التابعة لحركة "فتح"، والجناح المسلح ل"الجبهة الشعبية" مسؤوليتهما المشتركة عن الهجوم. ويتزامن الهجوم مع اعلان "حركة المقاومة الاسلامية" حماس رفضها نزع سلاحها ودعوتها الحكومة الجديدة الى عدم الانصياع لرغبات اسرائيل ومحاولة وقف المقاومة لانها بذلك ستضع نفسها في مواجهة الشعب والفصائل الفلسطينية. راجع ص6 و7 في غضون ذلك، لوحظت امس عودة الاتصالات مع الرئيس ياسر عرفات الذي تلقى اتصالا هاتفيا من كل من الرئيس جاك شيراك والرئيس زين العابدين بن علي ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير ووزير الخارجية الالماني يوشكا فيشر، كما اجرى اتصالا هاتفيا مع العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني، بعدما كان طوال اول من امس على اتصال مع الرئيس حسني مبارك واستقبل رئىس الاستخبارات المصرية اللواء عمر سليمان الذي نقل اليه رسالة تحذير من الرئيس جورج بوش. وتأتي هذه الاتصالات لتعزز الانباء التي افادت ان عرفات وافق على تشكيلة حكومة "ابو مازن" بعدما تلقى تعهدا من سليمان، باسم اسرائيل والولايات المتحدة، برفع الحصار عنه والسماح له بالتنقل داخل الاراضي الفلسطينية وخارجها. الا ان اسرائيل نفت ذلك، مؤكدة انها "لم تقطع اي تعهد يتعلق بمكان وجود عرفات ولا بظروف ادائه مهام منصبه او مكانه المستقبلي". وتأتي هذه التطورات في وقت فجر الشاب احمد الخطيب 19 عاما من مخيم بلاطة نفسه صباح امس امام محطة القطارات الجديدة في كفار سابا قرب تل ابيب، ما ادى الى استشهاده ومقتل الحارس واصابة 13 اسرائيليا آخرين، وصفت جراح نصفهم بأنها خطيرة. وسارعت اطراف عدة الى الربط بين توقيت العملية وتثبيت "ابو مازن" في منصبه الجديد ووصفت بأنها رد عملي من التنظيمات الفلسطينية، خصوصا تنظيم "فتح" على هذه الوزارة التي روجت اسرائيل ان مهتمها تنحصر في قمع التنظيمات الفلسطينية المعارضة والمقاومة الفلسطينية المسلحة، علما ان "ابو مازن" لا يخفي معارضته لما يسميه "عسكرة الانتفاضة" ودعا مرارا الى وقف الهجمات التفجيرية داخل اسرائيل وفي الضفة الغربية، معتبرا انها تشكل حجة للتصعيد العسكري للاحتلال الاسرائيلي ضد الفلسطينيين. وكان القيادي في "حماس" محمود الزهار اكد معارضة التنظيمات الفلسطينية نزع اسلحتها في المرحلة المقبلة، وصرح بأن "احدا لا يقبل في الشارع الفلسطيني ان نجرد من الاسلحة الخفيفة التي ندافع فيها عن انفسنا من الاجتياحات والهجمات الاسرائيلية". لكنه استدرك بقوله ان "حماس ستعمل كل جهدها لعدم تمرير ما تريده اسرائيل في هذه المرحلة وذلك يتطلب الحكمة من قبلنا ومن كل الاطراف"، في اشارة الى امكان وقوع حرب اهلية.