قالت مصادر وزارية ونيابية ان الحديث عن التغيير الحكومي جدي "لكننا لا نستطيع ان نحكم منذ الآن على النتائج ما لم تظهر حصيلة المشاورات الجارية في هذا الخصوص والتي لا تزال في مرحلة استمزاج الآراء". وتوقفت المصادر امام الإشارات التي تطلقها قوى سياسية بارزة، في اتجاه التبديل الوزاري، منها ما صدر اخيراً عن رئيسي المجلس النيابي نبيه بري والحكومة رفيق الحريري، اللذين عبرا عن موقفهما، كل على طريقته، من دون ان يجزما بحصول التغيير قريباً. ونقل وزراء ونواب عن بري قوله ان "اهتمامنا كان محصوراً بمواكبة الوضع على جبهة العراق وكنا نفضّل عدم الخوض في الأمور الداخلية والالتفات كلياً الى مواجهة التداعيات السياسية والأمنية للحرب الأميركية على العراق، وبما انها انتهت على الأقل من الناحية العسكرية، فلا بد من الانصراف الى ترتيب اوضاعنا بما يؤمن التعاون والتنسيق اللبناني - السوري في التصدي للتهديدات الأميركية". ويعتبر بري ان "الوضع الداخلي يبدو هشاً وهذا ما يدفعنا الى البحث عن سد الثغرات وتفعيل العمل الحكومي وتحريك عجلة الدولة". وسأل بري اذا كان ممكناً ترميم الوضع الحكومي من اجل المواجهة ام انه لا بد من تغيير الحكومة شرط البحث فيه بهدوء ومن دون تسرع، ليأتي التغيير ترجمة للتفاهم بين كل القوى الأساسية فينعكس ايجاباً على مجمل الوضع. وفي خط موازٍ كان للحريري موقف لافت في موضوع الحكومة من زاوية توفير كل الشروط التي تريح سورية وتدعوها الى الاطمئنان في مواجهة ما تشهده المنطقة من تطورات بدءاً بالحملات الأميركية التي تستهدفها ومن خلالها لبنان. ونقل عن الحريري قوله اثناء ترؤسه الاجتماع الأسبوعي لكتلته النيابية ان الأجواء السياسية الرسمية ليست بمستوى حجم التضامن الشعبي وأن المسؤولية في توفير الأجواء الكفيلة في مواجهة الاحتمالات هي مسؤولية جماعية. وأكد الحريري لنواب كتلته، انه "يتوجب علينا في ضوء المخاطر التي تستهدف لبنان وسورية معاً، ألا نترك قضية داخلية تتفاعل سلباً لتشكل مصدر إرباك لدمشق". مشيراً الى ان حل هذه القضايا في عهدتنا جميعاً من دون استثناء شرط ان نكون على استعداد للتضحية. ولفت الحريري الى ان "الفرص ما زالت متساوية بين تغيير الحكومة والإبقاء عليها وموقفي لن يتغير في حال عودتي الى رئاسة الحكومة ام لا، فلا شروط عندي وليست لدي مطالب اكانت بالنسبة إلي أم لكتلتي النيابية، وإذا كان من مطلب وحيد فإنه يتعلق باشعار سورية بأن خاصرتها اللبنانية لن تكون عبئاً عليها، في هذه الحكومة ام في غيرها". وأكد الحريري امام كتلته "ان هذه اللحظة هي اللحظة المناسبة لترجمة مشاعرنا حيال الأخوة في سورية حديثنا عن التنسيق والتعاون يبقى ناقصاً ما لم نترجمه الى افعال، وعندما سمعت ما قاله الرئيس السوري بشار الأسد امام القمة العربية في شرم الشيخ، شعرت بأن كلامه يعبّر عن عمق المشاعر العربية واعتبرت نفسي معنياً ولا بد من ان اكون الى جانبه". وتمنى الحريري على نواب كتلته عدم الانجرار الى سجالات إعلامية وسياسية، "ويجب ألا نتلهى بأمورنا الجانبية وألا نكون عقبة في وجه كل ما يريح سورية"، مشيراً الى انه يضغط على نفسه لدرجة ان "لا مانع" لديه من قول البعض بأنه يلغي نفسه "طالما ان دقة المرحلة تتطلب التماسك الوطني في الدفاع عن لبنان وسورية وعدم الرضوخ لكل اشكال الضغوط".