طالب 99 سياسياً أردنياً، بينهم رؤساء حكومات ووزراء ونواب سابقون ومثقفون، الحكومة ب"إدانة العدوان على العراق، ورفض الاعتراف بأي نتائج سياسية أو قانونية تترتب عليه". واعتبروا في رسالة وجهوها الى الملك عبدالله الثاني ان "مثل هذا الموقف يؤكد مشروعية النظام الأردني، ويحمي مصالحه ومستقبله". وشددوا على ان "الواجب الوطني والأخلاقي والقانوني يفرض على الحكومات العربية، من دون استثناء، بما فيها الحكومة الأردنية، ان تعلن بوضوح عدم مشروعية العدوان على العراق"، وان "مصلحة الأردن تستوجب اعلان مثل هذا الموقف الاستراتيجي، تأكيداً لمشروعية النظام ودفاعاً عن مستقبل المملكة التي يهددها الخطر الجاثم على أرض فلسطين وشعبها الى جوارنا، والذي يتمثل في موقف رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون الذي ما انفكّ يعلن بوقاحة لا نظير لها، ان الأردن شوكة في خاصرة اسرائيل، وانه قد يجتاحه في ساعات لإقامة مشروعه المعلن: "الأردن هو فلسطين"، في ظل ديموقراطية مزعومة تصدرها الإدارة الاميركية، وتعطي الفلسطينيين وطناً سياسياً يغنيهم عن بلدهم. ولم تعلن الحكومة الأردنية حتى الآن إدانتها الحرب على العراق، وهو ما انتقده نائب الرئيس العراقي طه ياسين رمضان الأسبوع الماضي عندما قال ان رئيس الوزراء الأردني علي أبو الراغب "لم يصف هذه الحرب بأنها عدوان"، على رغم ان العاهل الأردني قال انه يشعر ب"الألم والغضب لما يتعرض له الشعب العراقي". وحض السياسيون الحكومة الأردنية على "رفض الاعتراف بأي نتائج سياسية أو قانونية تسفر عن العدوان"، معتبرين ان هذا هو "الموقف الذي يشكل الحد الأدنى ويقطع دابر المشككين والمتخاذلين". وخاطب الموقعون على الرسالة الملك عبدالله الثاني قائلين: "اننا ونحن ندرك امكانات الأردن، وحجم التحديات التي يواجهها وطبيعة الظروف والتعقيدات المحيطة به في المنطقة، نناشدكم ان تبادروا، وشعبكم من ورائكم، الى دفع ودعم الجهود الدولية التي اخذت تتصاعد بإدانة العدوان الاميركي - البريطاني على العراق شعباً وأرضاً ... لأننا على يقين بأنكم تتألمون كما نتألم لما يتعرض له العراق الشقيق من مجازر وتدمير". وبين الموقعين على الرسالة رؤساء الوزارات السابقون مضر بدران وأحمد عبيدات وطاهر المصري وعبدالرؤوف الراوبدة، بالإضافة الى رئيس الديوان الملكي السابق أبو عودة والمعارض الاسلامي البارز ليث شبيلات، فضلاً عن شخصيات حزبية واكاديمية وزعماء عشائر. واعتبر شبيلات ان "الرسالة تعبير عن رؤية رجالات الدولة الأردنية لمصالح البلد ومستقبله، في ظل تواصل العدوان على العراق"، وقال ل"الحياة" ان "إدانة هذا العدوان تؤكد ان الأردن ملكاً وشعباً وحكومة يقف في صف أمته العربية والاسلامية".