ظاهرة "عباد الشيطان"، التي أطلت في هذه الأيام واللحظات التاريخية العصيبة والحساسة، وميزت الأيام القليلة الماضية، بعدما تناولتها الألسن ودخلت المنازل، وأضحت حديث الساعة في لبنان، ليست ظاهرة جديدة، ولكنها تطل بوجوه مختلفة، وتتلون بتلون الظروف. فصراع الإنسان مع الشيطان هو صراع قديم منذ أن أبى الشيطان، ابليس، أن يسجد لسيدنا آدم تكريماً له، بعدما خلقه الله، وعلمه الأسماء كلها، وفضّله على سائر المخلوقات. فاستكبر إبليس، هو المخلوق من نار، فيما آدم مخلوق من طين. فحل على ابليس غضب الله. أما "عباد الشيطان"، فهم الذين يقيمون طقوساً وحفلات يمجدون فيها الشيطان، ويرتكبون المحرمات والشذوذ، ويعلنون المعصية. فمن ارتضى ان يكون ذليلاً للشيطان وعبداً له، فهذا شأنه، أما أن يمارس طقوساً غريبة عن مجتمعنا، وتحرّمها الأديان السماوية، ويتجرأ على فعل ما ينافي الأخلاق ويعاقب عليه القانون، فهذا أمر آخر ينبغي التصدي الحازم له، فالأمر تعدى حدود الإنسان وحريته في ما يفكر ويعتقد، الى الإضرار بالآخرين والاعتداء عليهم، والتغرير بالقاصرين والمراهقين والشباب الواعد الذي نعده للمستقبل، وتسويق المحرمات والترغيب في أنواع الشذوذ الذي قد يتمادى الى ارتكاب الجرائم تحت تأثير المخدرات، وذهاب العقول. والمواقف التي أعلنها، في لبنان، كبار المسؤولين الروحيين والزمنيين، ومختلف الهيئات الأهلية والشعبية، كان له الصدى الطيب والإيجابي. وعدم التصدي الحازم لبروز هذه الظاهرة، كان يمكن أن يؤدي الى استفحالها. فكيف إذا كان هناك من يعمل على تزكية نارها في الخفاء، وتطويع الشعوب من خلال افساد جيل الشباب الواعد؟ وما الصهيونية العالمية ببعيدة من ذلك، ولا من البث في وسائل الإعلام، وفي كثير من مواقع "الانترنت" خصوصاً المتخصصة في فن الإفساد والإباحية والأفكار الهدامة، والقضاء على القيم والمحرمات، وتدمير العقل والفكر وشلهما. لبنان - غسان الزعتري صحافي