أغلقت المدارس في هونغ كونغ لعشرة أيام بسبب انتشار مرض الاتهاب الرئوي الذي أدى إلى وفاة 10 أشخاص وإصابة 316 آخرين هناك. وقالت السلطات المحلية إنها سنت قانوناً للحجر الصحي يحظر على المصابين الذهاب إلى الأماكن العامة. إلى ذلك، أعلنت السلطات في ولاية أونتاريو الكندية حال الطوارئ بعد تزايد عدد الإصابات هناك، فيما أوصت منظمة الصحة العالمية باتخاذ إجراءات مشددة في عدد من المطارات للتحقق من عدم إصابة الركاب قبل سفرهم. أعلنت الحكومة في هونغ كونغ أمس، إغلاق كل المدارس الابتدائية والثانوية هناك من 28 الشهر الجاري إلى السادس من نيسانأبريل المقبل، بسبب انتشار مرض الالتهاب الرئوي القاتل. وأبدى رئيس الحكومة في هونغ كونغ تونغ شي هوا "تفهماً لمخاوف طبيعية للأهل تتعلق بصحة أبنائهم". وأضاف: "ستغلق كل المدارس الابتدائية والثانوية حتى السادس من نيسان". وأعلنت حكومة هونغ كونغ عن وضعها قانوناً للحجر الصحي لاحتواء الفيروس الذي أدى إلى 11 وفاة في الجزيرة وأكثر من 50 في أنحاء العالم. وأشار هوا إلى أنه يجب على الذين تعرضوا للفيروس عدم الذهاب إلى العمل أو المدارس. وأضاف أن عليهم التوجه إلى عيادات مخصصة للمرض لفحصهم، وفي حال ثبتت إصابتهم بالمرض سيعزلون. ويواجه من يخالف القانون الجديد عقوبة الغرامة والسجن ستة أشهر. وقال هوا: "يجب ألا يتوجهوا إلى العمل أو المدارس لمدة عشرة أيام وإلا سيعاقبون". وفي غضون ذلك، قال علماء في هونغ كونغ إنهم تمكنوا من معرفة الفيروس المسؤول عن المرض. وقال أطباء إن الاكتشاف الذي أكدت المراكز الأميركية للسيطرة والوقاية من الأمراض صحته، يسمح لهم بتشخيص المرض لدى المصابين به في سرعة أكبر، ما يقلل من معدل الوفيات. وأشاروا إلى تطوير اختبار تشخيصي يتيح للأطباء التعرف إلى المرض في غضون ثماني ساعات من الإصابة. كندا وفي كندا، أعلنت السلطات المحلية في ولاية أونتاريو حال الطوارئ بعد تزايد عدد الإصابات بالالتهاب الرئوي. وتأتي هذه الخطوة التي تمنح مسؤولي أكبر ولاية كندية سلطات غير عادية لحشد الطاقات في سبيل مكافحة انتشار المرض، إثر ارتفاع عدد الإصابات من 18 إلى 27. وطلبت السلطات المحلية في أونتاريو من مئات المصابين عزل أنفسهم لمنع انتشار المرض. وأغلق مستشفى عالج اثنين من المصابين توفوا فيه. وقالت مسؤولة الصحة في الولاية إن "حجم انتشار المرض غير مسبوق". وأضافت "سيتأثر الآلاف بسياسة العزل الصحي في الولاية". منظمة الصحة وأوصت منظمة الصحة العالمية الدول التي سجلت عدداً كبيراً من الإصابات بالالتهاب الرئوي، باتخاذ إجراءات مشددة في مطاراتها الدولية وذلك من خلال التحقق من عدم إصابة الركاب قبل سفرهم. وقال ماكس هارديمان المسؤول في منظمة الصحة العالمية في مقرها في جنيف أمس: "نحن الآن في مرحلة تشديد التوصيات المتعلقة بالسفر". الصين وفي الصين، أعلنت منظمة الصحة العالمية عن إصابة أربعة أشخاص جدد بالالتهاب الرئوي في إقليم شانشي شمال الصين، ليصل بذلك عدد الإصابات في البلاد إلى أكثر من 800. وأكد مسؤول صيني في الإقليم حالات الإصابة. وقال إنه اثنين منهم عولجا وخرجا من المستشفى، فيما حال الاثنين الآخرين مستقرة. وقال جون ماكنزي خبير الفيروسات ورئيس فريق منظمة الصحة العالمية الذي يزور الصين: "سمعنا هذا الصباح بحالات الإصابة الأربع في شانشي". وأعلنت الصين أن عدد وفيات مرض الالتهاب الرئوي وصل إلى 34 مع 800 إصابة في إقليم غوانغدونغ الجنوبي والعاصمة بكين. وأثار هذا المرض مخاوف كثيرين في جنوبالصين الذي يعد تربة خصبة لفيروسات الانفلونزا القاتلة. وسبق أن قتلت "الانفلونزا الآسيوية" التي ظهرت في جنوبالصين عامي 1957 و1958، نحو مليون شخص في العالم. وفي 1968 و1969، مات العدد نفسه ب"انفلونزا هونغ كونغ". وقال ماكنزي إن "جنوب شرقي آسيا تربة خصبة لفيروس سلالة جديدة من الانفلونزا الوبائية". وأضاف أن فيروسات بشرية وأخرى تصيب الطيور يمكن أن تتبادل الجينات وبذلك يستطيع الفيروس الجديد أن يتوالد في الطيور والخنازير وحتى الإنسان. تضرر السياحة الاقتصادي وبدأ الاقتصاد في آسيا يتأثر بمرض الالتهاب الرئوي الذي أثار مخاوف السياح الأجانب. وقال جيم كوه من مصرف "يونايتد أوفرسيز بنك" في سنغافورة: "راوحت نسب إلغاء الحجوزات في الفنادق بين 20 و30 في المئة خلال الأسبوع الماضي". وأضاف: "في حال بدأ الفيروس يظهر في دول شرقية أخرى، سنشهد تراجعاً في معدل نمو المنطقة في الربع الثاني من عام 2003". وقال المسؤول عن اقتصاد الصين في مصرف "دويتشه بنك" جون ما: "تظهر حساباتنا الأولية أن انتشار الالتهاب الرئوي سيكون له أثر كبير على قطاع السياحة في هونغ كونغ". وتدر السياحة أكثر من عشرة بلايين دولار سنغافوري سنوياً .685 بلايين دولار أميركي أي ما يعادل خمسة في المئة من إجمالي الناتج المحلي.