في خطوة تنذر باحتمال انتقال اسرائيل من مرحلة اطلاق التهديدات الى مرحلة القيام بعمل عسكري اعتبرت الدولة العبرية امس البرنامج النووي الايراني اكبر تهديد لوجودها منذ قيامها. وفي موازاة ذلك وجّه رئيس الاركان الاسرائيلي موشيه يعالون تحذيراً جديداً الى سورية التي ردّت، على لسان نائب الرئيس عبدالحليم خدام، مؤكدة استعدادها للتصدي للتهديدات "اذا تحولت أفعالاً". وفي تطور غير مسبوق اكد رئيس جهاز الاستخبارات الاسرائيلية الموساد مائير داغان امس ان البرنامج النووي الايراني يشكّل اكبر "تهديد لوجود" اسرائيل منذ قيامها في 1948. وقال داغان في مداخلة امام اعضاء لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في الكنيست ان ايران اصبحت قريبة من "نقطة اللاعودة" في مسألة تطوير اسلحة نووية. وجاء كلام رئيس الموساد في اعقاب تصريحات ادلى بها وزير الدفاع الاسرائيلي شاؤول موفاز، خلال زيارته لواشنطن الاسبوع الماضي، ونشرتها الصحافة الاسرائيلية امس، واكد فيها ان ايران ستبلغ مرحلة اللاعودة في برنامجها النووي خلال سنة 2004. وقال ان الدولة العبرية "لا يمكن ان تسلّم بأي حال من الاحوال بحقيقة ان ايران ستحصل على سلاح نووي". ورأى المراقبون ان اعلان داغان ان البرنامج النووي الايراني يشكل تهديداً لوجود اسرائيل يرمي الى تهيئة الرأي العام الداخلي والخارجي لتقبّل فكرة اجراءات عسكرية ضد ايران. واضافوا ان حكومة ارييل شارون تسعى الى توظيف التوتر الحالي بين واشنطن وطهران لتوجيه ضربة الى البرناج النووي الايراني. وواصلت اسرائيل امس اطلاق التهديدات ضد سورية. وقال رئيس الاركان يعالون في خطاب في جامعة تل ابيب "اذا استمرت سورية في تجاهل الرسائل التي توجهها لها اسرائيل ودول اخرى في العالم، قد يكون من اللازم ان توجه اليها رسائل من نوع آخر". واضاف: "طالما ان مقار القيادات العامة للمنظمات الارهابية تواصل التحرك انطلاقاً من سورية فإن دمشق ستتحمل مسؤولية ذلك". وقالت صحيفة "هآرتس" ان يعالون دان وجود "منظمات ارهابية فلسطينية في دمشق" واتهم سورية بالسماح ل"حزب الله" اللبناني "بممارسة الارهاب ضد اسرائيل انطلاقاً من لبنان". وحذّر يعالون من ان "سورية ستتحمل مسؤولية ذلك لكن لبنان سيعاني من الامر". وفي دمشق سُئل عبدالحليم خدام نائب الرئيس السوري عن أسباب عدم رد دمشق على الاعتداء الإسرائيلي الأخير على قرية عين الصاحب قرب العاصمة السورية، فأجاب: "نحن نقرر اذا كان الرد مفيداً أو غير مفيد. نحن نقرر متى يكون الصدام في اطار مصالحنا ومتى يؤذيها. العدوان رسالة سياسية ولم يكن جزءاً من عملية عسكرية كبيرة. لو كان كذلك لكانت المسألة مختلفة". وتابع المسؤول السوري: "التهديدات لسورية ليست جديدة منذ الاستقلال والى الآن. لم نعش يوماً من دون تهديدات ... لا تقلقوا منها. تتحول الى واقع؟ أمر طبيعي ان نتصدى لها بما نملك من امكانات وطاقات. المسألة لا تخرج عن كونها جزءاً من حرب نفسية للضغط على الموقف السياسي السوري. اقلقوا لكن لا تخافوا على سورية. نحن نستخدم أفضل ما أعطانا الله اياه وهو العقل"، لافتاً الى ان السوريين يتحولون "كتلة واحدة امام أي تحدٍ خارجي".