اعترفت لندن أمس، بخلافات مع حليفتها واشنطن في طريقة التعاطي مع الملف الإيراني، في حين حذر الرئيس الإيراني محمد خاتمي من نقض طهران تعهدات قدمتها إلى الأوروبيين في شأن برنامجها النووي، إذا أخلّوا بوعودهم في ما يتعلق بحق إيران في امتلاك الطاقة النووية لأغراض سلمية. وفي مقابلة مع إذاعة "بي بي سي" أكد وزير الخارجية البريطاني جاك سترو ضرورة "التعاطي بهدوء" مع اتهامات وجهتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى طهران في تقرير نشرته أول من أمس. وجاء ذلك في وقت استغلت واشنطن تلك الاتهامات المتعلقة بانتهاك معاهدة الحظر النووي، لتوجيه انتقاد عنيف إلى رجال الدين المحافظين الذين "جروا إيران إلى مستنقع سياسي"، داعية إلى وضع الملف النووي الإيراني أمام مجلس الأمن تمهيداً لفرض عقوبات على طهران. لكن سترو اعتبر أن للأوروبيين "مقاربة مختلفة" عن الأميركيين ولو اتفقوا معهم على هدف واحد. وعزا ذلك إلى "حساسية" الوضع بين واشنطنوطهران. وأوضح أن الأوروبيين يرغبون في إطلاق "عملية لإدخال إيران إلى حظيرة الديموقراطية الحديثة، مع احترام خصوصياتها الدينية وجذورها" كدولة مسلمة. واعتبر مراقبون في لندن أن سترو الذي كان شريكاً لنظيريه الفرنسي والألماني في اتفاق أبرموه مع المسؤولين الإيرانيين في طهران الشهر الماضي، كان يلمح بكلامه إلى مقاومة الدول الأوروبية الثلاث أي محاولة أميركية لإصدار قرار دولي يدين إيران. في المقابل، حذر خاتمي من أن تعاون طهران مع الوكالة الدولية سيعتمد على نتائج اجتماع مجلس حكامها الذي سيناقش التقرير ويصدر قراره في 20 الشهر الجاري، بشأن ما إذا كانت إيران تحترم تعهداتها في مجال عدم انتشار الأسلحة النووية. وقال خاتمي للصحافيين إن "النقطة المهمة في التقرير هي غياب الدليل إلى أن ايران تسعى إلى إنتاج القنبلة الذرية". واعتبر خاتمي تقرير الوكالة منحازاً. وأضاف: "لدينا بعض المطالب لتقديمها إلى المدير العام للوكالة محمد البرادعي". وتسود قناعة في طهران بأنها نجحت عبر الاستجابة للمطالب الأوروبية، في سحب الأوراق من أيدي الإدارة الأميركية، وذلك بعدما قررت تجميد عمليات تخصيب اليورانيوم والتوقيع على بروتوكول التفتيش النووي، ما أكسبها أيضاً تأييداً روسياً ترجم بتعهد موسكو تسريع العمل لإنجاز مفاعل بوشهر النووي. وكان تقرير الوكالة اتهم طهران بأنها أخلّت بالتزاماتها في معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية، من خلال إنتاج البلوتونيوم سراً.